بكاء السينمائيين

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأربعاء 24 مارس 2010 - 9:50 ص بتوقيت القاهرة

 إلى أى مدى يمكن أن تنكمش السينما المصرية ويتضاءل حجم إنتاجها خلال العامين المقبلين. فى ضوء الوضع الحالى أشعر أن الصورة قاتمة بل ووائدة حتى لكل مشاريع الأحلام الوليدة والصغيرة التى تحاول أن تبقى للسينما المصرية صوتا وأن يظل اسمها موجودا يتردد بين الحين والآخر.

قد يرى البعض أننى متشائم، أو أدعو لذلك، ولكن أصحاب الصناعة أنفسهم هم من يرفعون شعار «اليائس العظيم» من انهيار السينما المصرية وتصدع أركانها إنتاجا وتوزيعا وأضيف إليهما عبثا ما فعلوا وما يفعلون بهذا الفن الذى نجح لسنوات طويلة فى ترسيخ مكانة فنية وثقافية واجتماعية كبرى لمصر والمصريين لدى جميع الشعوب العربية.

إننى أتساءل لماذا يبكى السينمائيون الآن على زلزلة مكانتهم وإنتاجهم، فهم الذين فجروا البركان وأسسوا لعوامل التراجع والتلاشى والتوقف والاختفاء والمصير المجهول.. هم الذين ساروا عكس التيار ووضعوا بنودا وأسسا وقانونا خاصا لصناعة الفيلم فى مصر عكس ما يحدث فى أرجاء العالم.

هم الذين منحوا أكثر من ثلثى ميزانية العمل للنجم أو النجمة على حساب كل المفردات الأخرى وصعدوا بهم إلى السماء حتى مرع المارعون، وهؤلاء اليوم لم يرضوا بالأقل حتى لو أغلقت السينما أبوابها.. ففى أذهانهم أن الدراما ستفتح ذراعيها لهم وبالأجور التى يريدونها، وبالتالى لا يهمهم مصلحة ضياع السينما أو بقائها.

لماذا يبكى السينمائيون الآن وهم الذين تفننوا فى الصراع على خلق أمواج وموجات ألقت بنفاياتها على حال السينما المصرية لدرجة أن جعلتها تتآكل يوما بعد يوم.

لماذا يبكى السينمائيون الآن وهم الذين انشغلوا بأنفسهم دون أن يروا ما يحدث فى العالم من حولهم.. أغلقوا الدائرة حتى ضاقت بهم ونفذ الأكسحين.. لم يفكروا حتى فى الوقوف أمام القراصنة الذين سحبوا من تحت أيديهم ميراثهم وميراث أحفادهم.

لماذا يبكى السينمائيون الآن وهم الذين منحوا أصحاب القنوات الفضائية لقب المنقذ والممول، وهم الذين ألبسوهم رداء الحاكم بأمره، وهم لا يعلمون أن أصحاب القنوات ألقوا لهم الطعم وبلعوه، حتى تسيدوا الموقف وفرضوا شروطهم ومنعوا عطاياهم وقللوا منحهم مقابل شراء الأفلام.

ابكوا يا صناع السينما المصرية.. فالتاريخ لن يعود يوما للوراء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved