صمت الشريف يطلق الأرواح الشريرة

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الخميس 24 مارس 2011 - 9:54 ص بتوقيت القاهرة

 متى تهدأ ثورة العاملين فى ماسبيرو؟ كل يوم نسمع عن غضب قطاع جديد من قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون سواء كان يضم مذيعين أو معدين أو مهندسين فنيين.. الغالبية العظمى من هؤلاء أصبحت تنادى بالعدالة فى لوائح الأجور والحوافز.. العدالة فى فرص العمل والظهور وإثبات الذات.. العدالة فى الإفراج عن أحلام مهنية ظلت حبيسة طوال سنوات عجاف عليهم.

لقد استمعت إلى كثير من الغاضبين فى مبنى ماسبيرو وآمنت أن المسألة لم تتوقف عند حدود تحسين الوضع المالى ــ وهو مطلب مشروع ــ بل امتدت إلى رغبات أصيلة فى إثبات ذاتهم على الشاشة وخلفها.. أمام الميكروفون وخلفه.. قالوا لى «إن أحلامنا أوشكت على التيبس، وعقولنا قاربت على الشيب، وقلوبنا باتت لا تنبض بحياة حقيقية «صرخوا نريد فرصة لإثبات أننا كنا الأقدر.. بكوا على الحكم بإعدام موهبتهم قبل أن يكشفوا الستار عنها، فقد ظل ماسبيرو لحقبة طويلة يعتمد على شخوص من الخارج حصلوا على كل الفرص المادية والأدبية.. وظل الكثير من أهل ماسبيرو يراقبون ويهمسون ويلعنون الحظ.
وذات صباح جاء إليهم من استمع لآهاتهم وشعروا معه بأن العدالة يمكن أن تسير فى طريقها الصحيح.. وجدوا فى كلمات اللواء طارق المهدى بصيص أمل عبر وعود صريحة بإعادة هيكلة الأجور وفرص العمل الحقيقية، ومع تسليم الراية لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الجديد د. سامى الشريف اطمأن أصحاب ماسبيرو ومنّوا أنفسهم بأن التغيير ربما يحقق المرجو، لكن بدأ فتيل ثورة الغضب يشتعل من جديد لأن د. الشريف لم يلتفت للمطالب المشروعة وصمت ولم يتكلم وأعطى سكوته فرصة لتراكم جبل الشائعات التى تنمو عبر من يروجون للثورة المضادة بأنه لا مجال لتحقيق العدالة ولا لمشروعية الفرص، وغابت الشفافية تماما سواء فى التصريحات الرنانة أو الوعود البراقة التى صاحبت اول ظهور لرئيس الاتحاد.

باتت الشائعات تروج لإلغاء قنوات كذا ودمج قنوات كذا، وسمع العاملون عن هيكلة لتخفيض الأعداد فى قطاعات دون غيرها وتحسين أحوال قطاعات أخرى والاهتمام بالشاشة دون الإذاعة التى أهملت لسنوات طويلة.. كل هذه الشائعات التى تسرى بين ابناء الإذاعة والتليفزيون ورئيس الاتحاد صامت.. فهل يعشق الإجراءات السرية؟

نعلم أن هناك أرواحا شريرة لا تريد أن يشعر ابناء ماسبيرو الموهوبون بأى بصيص من الأمل، وتملأ قلوبهم باليأس بدلا من أى تفاؤل، فلماذا يصمت رئيس الاتحاد؟.. فليتكلم ويوئد هذه الأرواح الشريرة.. فليطردها بقرارات واضحة ومواعيد حاسمة.. نعلم أن العبء ثقيل، لكن لكى يكون هناك قليل من الهلع يجب أن يكون هناك مزيد من الإصلاحات وهو ما يحتاجه ماسبيرو.

وقد يقول قائل إن طرفى النزاع مكتوفا الأيدى.. فهناك من عانوا من سياسات خاطئة عمّقت جراحهم، ومن أتى على رأس الإدارة وجد إرثا من المشاكل التى لا حصر لها.. لكن هذه الفترة تحتاج لمن يؤمن بالشفافية لا بغيابها وأن يكون صريحا مع نفسه ويقول: هل استطيع أم لا استطيع؟.. فالصمت يا د. الشريف لن يجدى سوى مزيد من الاحباط والشائعات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved