خلخال حبيبي

محمود قاسم
محمود قاسم

آخر تحديث: الجمعة 24 مارس 2023 - 8:50 م بتوقيت القاهرة

هل تريد أن تعرف ماذا يعنى الفيلم المنطفئ؟ إنه تعبير تسمعه لأول مرة ويحتاج إلى أن تكون الكتابة بمثابة نص تعليمى يجىء فيه أنه صاحب المواصفات التالية:......، ولكن هذه ليست أبدا كتابة نقدية وأفضل وسيلة هى المقارنة بين فيلم منطفئ وآخر به لمعان العبقرية والموهبة، والعمل الذى نتحدث عنه اليوم هو خلخال حبيبى إخراج وتأليف حسن رضا 1960 بطولة رشدى أباظة ونعيمة عاكف وهم نفس أبطال فيلم تمر حنة إخراج حسين فوزى. هؤلاء اجتمعوا معا مرة تحت إدارة رضا ومرة أخرى تحت إدارة حسين فوزى ولكن شتان بين العملين، هذا هو حال نعيمة عاكف مع زوجها الذى اقترنت به فى نهاية الأربعينيات وعملت معه كممثلة فى فيلم العيش والملح، وما إن التقيا حتى توهجت الاستوديوهات بحضور عبقرى من فيلم إلى آخر ونجاح ملحوظ جعلت هناك عملة براقة ذات وجهين شاهدنا من خلالها أفلاما منها مليون جنيه ويا سلام على الحب وعزيزة وتمر حنة وغيرها حتى إذا جاء الانفصال الفنى والأسرى انطفأت أغلب اللمبات فى الأماكن التى يعمل بها كل منهما لقد التقت نعيمة مع رشدى أباظة فى ثلاثة أفلام متوهجة من إخراج زوجها الذى شاهد حالة من الانطفاء فور الانفصال عن زوجته وحدث الأمر نفسه مع نعيمة عاكف التى عملت مع مخرجين آخرين نقلوها إلى الأدوار الثانية مثلما حدث فى أفلام «بائعة الجرائد»، و«أمير الدهاء» و«الحقيبة السوداء» ثم «من أجل حنفى» أما المخرج فقد تزوج من ليلى طاهر وعمل فى أفلام أغلبها بلا توهج منها «ياحبيبى» وأيضا «عاشور قلب الأسد» وغيرها.
بالنسبة لفيلم خلخال حبيبى فهو مثال جيد للفيلم المنطفئ وعلى الرغم من وجود نجوم كبار ومنهم تحية كاريوكا ومحمود المليجى ومحمد توفيق وصلاح سرحان فإنهم جميعا تحت إدارة حسن رضا تصرفوا كأنهم يقضون واجب الضيافة فى عزاء صامت يتناول المرء فيه فنجان قهوة بلا طعم أو رائحة وإذا حدث وانتقل هؤلاء إلى مناسبة مجاورة تألقوا بشكل ملحوظ، يرجع هذا إلى الحالة التى يجد حسين فوزى نفسه عليها وهو يعمل مع نعيمة حتى فى فيلمهما الأخير «أحبك يا حسن»، الموضوع تقليدى جدا وهو فيلم جريمة مكشوفة وأشرار يسرقون ويقتلون وعشاق يقعون فى قصص حب والأخ الذى يأتى إلى منطقة ريفية للبحث عن سبب مقتل أخيه فيقع فى غرام الفتاة نفسها التى لعبت على أخيه وتم قتله.. إنها بهية التى ترقص فى الحانة وتغنى وتجذب الرجال الذين يقدمون لها الهدايا حتى وإن تم قتلهم بعيدا عنهم، فى هذا الفيلم يشاهد الخاتمة التقليدية حيث يكتشف أن رجال الشرطة قد تخفوا وسط الجماهير فى شخصيات هامشية، وذلك مثلما حدث مع السيد بدير فى فيلم حميدو، هذا الأمر مثلا يتكرر بدون ابتكار ولا يسبب أى دهشة وقد رأينا نفس الأشخاص يكررون نفس المشهد مثلما حدث أيضا فى فيلم الأخ الكبير وعلى سبيل المثال فإن بهية تبدو وكأنها تحتاج إلى إشعاعات براقة قدمتها بكل حرفية فى أفلامها الأخرى خاصة فى فيلم «تمر حنة»، لذا فإننا أمام فيلم شبه مجهول أو أن معدل مشاهدته متدنية جدا بالنسبة لأفلام الثنائى فوزى ــ نعيمة عاكف، والغريب أن أغلب أفلامهما حملت هذه السمة «الإشعاع»، أما حسن رضا فقد كان يكفيه أنه أول من تزوج من هند رستم وقدمها فى بعض الأفلام فى أدوار منطفئة بشكل ملحوظ ولكن البراق حسن الإمام هو الذى جلى عنها العتمة وصارت مارلين مونرو الشرق مع مخرجين آخرين إلا حسن رضا الذى لا نكاد نذكر له فيلما واحدا يستحق التذكر حتى وإن كان يستعين دوما بالنجوم الكبار ومن هذه الأفلام مثلا المعلمة وسامحنى والقصر الملعون والقائمة تطول.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved