بتروجيت والزمالك.. أحلى

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 24 أبريل 2014 - 6:25 ص بتوقيت القاهرة

•• من جهته خرج تشيلسى من موقعة فيسنتى كالديرون فى مدريد فائزا بما أراد، بينما خسر أتلتيكو ما كان يريد. ترى هل استمتعت باللقاء؟

لا.. ليست كل مباراة فيها أساليب دفاعية تحفل بالمتعة. هذا يحدث فى بعض المباريات التى يستخدم فيها الدفاع كوسيلة للهجوم المضاد والاختراق.. أو لمواجهة فريق قوى يملك قدرات هجومية فائقة، فتلجأ إلى الحيلة لمواجهة قلة الحيلة. لكن أن تتحول المباراة إلى صدام عنيف عصبى أخرق بين 20 لاعبا فى الميدان فلا متعة فى ذلك على الإطلاق.

•• قدم مورينيو درسا لمن يعتمدون خط الظهر وحده مسئولا عن المهام الدفاعية. تلك فلسفة الكرة القديمة التى ذهبت مع الريح فى الستينيات، لكنها مازالت حية فى بعض العقول. الدفاع الأن مهمة الفريق كله. وحائط الصد الأول هو خط الوسط. حين يختل أداء هذا الخط ينكشف خط الظهر. لذلك دفع مورينيو بثلاثة لاعبين مدافعين فى الوسط وهم البرازيلى دافيد لويز والنيجيرى جون اوبى ميكل وفرانك لامبارد الى جانب البرازيليين الآخرين راميريز وويليان.. كانوا خمسة مدافعين، خمسة حراس، خمسة جنود فى الوسط. كان هيكل التشكيل الأصلى 4/2/3/1.. وكان هيكل التشكيل الحقيقى 4/5/1.

•• الدفاع ليس أن تصف لاعبيك كعساكر الشطرنج أمام مرماك. فالحصان يدافع، والفيل يدافع، والطابية تدافع، والوزير شخصيا يدافع. إنه لا يلقى فقط بالأوامر أو التوجيهات. فى تشيلسى لا توجد ملكة. الفريق كله شغالات فى مملكة مورينيو. فلا أحد ينتظر قدوم الخصم. وإنما يذهب الكل لمقابلة الخصم.. يذهب واحد وخلفه الثانى وخلفهما الثالث. أنها المساندة. أنه خصم وليس ضيفا.. هكذا خرج مورينيو منتصرا. أنه الخاص. وقد خسر سيميونى الذى يلقب بالمدرب الخاص فى إسبانيا، تلك الجولة الخاصة.

•• كانت مباراة أتلتيكو مدريد وتشيلسى خالية من المساحات. وخالية من الجرى. وخالية من الابتكار. وخالية من الفرص. وخالية من الأهداف. بينما فى استاد السويس قدم فريقا بتروجيت والزمالك عرضا مثيرا فيه المساحات، وفيه الجرى. وفيه الفرص. وفيه الأهداف. وفيه الإبداع.. من يصدق أن مباراة فى الدورى المصرى باستاد يقع فى عجرود كان أكثر امتاعا من مباراة بين فريقين يساوى ثمنهما (قيمة اللاعبين السوقية) 670 مليون يورو (حوالى 6 مليارات جنيه مع الرأفة)..

•• الفكرة أن الصراع هو جوهر كرة القدم. يعنى المحاولة والمحاولة المضادة. الهجوم والهجوم المضاد. والصراع فى جوهره هو صناعة المساحات التى تصنع الفرص. وصناعة الفرص التى تصنع الأهداف.. كانت مباراة بتروجيت والزمالك مفتوحة، الخصوم فيها ضيوف. والمدافعون طيبون. وهذا فى حد ذاته منحنا قدرا من المتعة. لكن فى مباراة أتلتيكو وتشيلسى كان الصراع عنيفا واللعب مخنوقا ومختنقا. والخصوم خصوم. والمدافعون يلعبون بشراسة وبكثير من الشر والصرامة والجدية والغضب.. فليست كل مباراة أوروبية ممتعة لمجرد أنها بين طرفين كبيرين. وحين يزيد الدفاع عن حده ويشتد الزحام يصاب المشاهدون بالإحباط والملل.. بينما كانت مباراة بتروجيت والزمالك أحلى. كانت 90 دقيقة من اللعب والبهجة والضحك..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved