«لا».. إجابة دياز الممتازة!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 24 أبريل 2019 - 9:45 م بتوقيت القاهرة

** أفضل لعبة فى مباراة بيراميدز والزمالك كانت كلمة «لا» التى رد بها رامون دياز على سؤال عن العقوبة التى سيوقعها على لاعبه عمر خربين لإضاعته ضربة جزاء. وكان ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقد بعد المباراة، فبينما كان المترجم ينقل السؤال إلى دياز بالإسبانية، لم ينتظر المدرب الأرجنتينى وأجاب قاطعا بأنه لن يوقع عقوبة على اللاعب.
** لماذا؟ لأنها كرة قدم. هكذا شرح دياز. لكن من المؤكد أن مدربا آخر سيقول بأن اللاعب يستحق العقاب.. فتلك من ثقافات الكرة المصرية والعربية، حتى لو حاول إظهار غير ذلك فى تصريحاته، لأن تعاملنا مع كرة القدم يبدو أحيانا مثل التعامل مع المعادلات الكيميائية، إذ تخلط مجموعة مركبات لتنتج مركبا جديدا دون أخطاء. لكنها صورة من الضغوط التى توضع على لاعبينا بشكل غير طبيعى بينما تلك الضغوط تكون متوازنة عند الذين يلعبون كرة قدم!
** تولى الأرجنتينى رامون دياز، رسميا القيادة الفنية لفريق بيراميدز مع جهاز معاون أجنبى بالكامل، خلفا للتوءم حسام وإبرهيم حسن وهو المدرب الرابع لبيراميدز فى موسمه الأول بعد البرازيلى فالنتيم والأرجنيتنى لافولبى وحسام حسن ومع دياز تحول بيراميدز من حالة الهجوم دون سيطرة ودون تنظيم إلى العكس، سيطرة تكتيكية، وهجوم منظم مع دفاع منظم، واستخدام لمواهب وملكات اللاعبين لمصلحة الفريق بما يحقق أهدافه فى كل مباراة وفقا لطبيعة وقوة المنافس، فحقق الفريق انتصارات متتالية.
** أمام الأهلى والزمالك بدأ دياز بالهجوم والضغط الشديد فى ملعب المنافس، وحين تقدم بدأ فى السيطرة على إيقاع المباراة وامتلاك الكرة، وفرض قيودا فى الحركة والتقدم على الظهيرين لاسيما رجب بكار الجناح كثيرا. ودافع فى ملعبه مع الضغط فى ملعبه أيضا لحرمان الخصم من بناء الهجمات وقيادته إلى إرسال الكرة العرضية إلى خط ظهر بيراميدز وليس كما يظن اللاعب الراسل أنها إلى خط هجومه. وكان ابرز نجوم اللقاء تراورى وعبدالله السعيد ودونجا، والأخير لاعب الوسط المدافع بسلاح المهارة والعقل.
** سباق الدورى مازال مستمرا، وفرص الفرق الثلاثة قائمة حتى النهاية وكل الاحتمالات واردة، ليس فقط بتأثير قوة الفرق التى ستواجه بيراميدز والزمالك والأهلى، وإنما بتأثير مواقف الفرق التى ستواجه الثلاثة.. كذلك تأثر أداء الأهلى والزمالك أمام بيراميدز بالضغوط الإعلامية والجماهيرية والتاريخية، وظهر ذلك بصورة واضحة فى عصبية وتوتر اللاعبين لاسيما فى الزمالك حيث كثرت أعمال الاشتباك غير المبرر، من جنش الذى دفع عمر خربين بعد ضربة الجزاء مباشرة ومثله فعل طارق حامد دون سبب واضح، سوى «غيظا» لأنه حاول أن يخدع الحارس أو يضحك على الحارس فى تسديد الركلة..!
** يبقى أن بيراميدز يخوض مباريات الدورى بأعصاب هادئة، ومسلحا بمهارات فردية عالية، وبمدرب مسيطر. لكن الفوز على الأهلى والزمالك يزيد الضغط، فيما تبقى من مباريات، حيث سيواجه الفريق ضغط فوزه على فرعى الاسرة الكروية الكريمة، وبسبب تصدره للمسابقة، وبسبب اقترابه من تحقيق ما لم يتوقعه أحد من المنافسين، بجانب ضغط توالى ترشيحات الفريق للقب.. فهل يتحمل بيراميدز الضغط؟ هل يلعب بنفس الأعصاب الهادئة؟ هل يقول مرحبا بالضغوط؟
** المباريات القادمة فى المسابقة سوف تحمل الإجابات.. وكما ذكرنا هنا قبل أيام البطولة فى الملعب والبقية مازالت فى مبارياتكم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved