الهجوم فى دمشق.. فى انتظار رد الأخطبوط الإيرانى

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الجمعة 24 يوليه 2020 - 10:20 م بتوقيت القاهرة

ذكرت وسائل الإعلام الأجنبية أكثر من مرة أن إسرائيل، كما يبدو، هى التى تقف وراء سلسلة الحوادث الغامضة التى وقعت فى الأسابيع الأخيرة وتسببت بسلسلة انفجارات وحرائق وأضرار فى منشآت استراتيجية حساسة فى شتى أنحاء إيران، وعلى رأسها الانفجار فى موقع المشروع النووى فى نتانز.
ليست وسائل الإعلام الغربية وحدها التى نسبت هذه الحوادث إلى إسرائيل، وإذا كانت الجمهورية الإسلامية امتنعت فى البداية من توجيه أصبع الاتهام نحو إسرائيل، فإنه بعد الانفجار فى نتانز، الذى، فى رأى كل الخبراء فى المجال، تسبب بتأخير كبير فى تقدم إيران نحو قدرة نووية عسكريـة، بدأ كبار المسئولين فى الجيش الإيرانى والحرس الثورى بإرسال تهديدات مبطنة إلى إسرائيل، وحذّروا من أنه إذا تبين أن إسرائيل وحلفاءها هم وراء الانفجارات الغامضة التى وقعت فى منشآت استراتيجية حساسة، فإن نظام آيات الله سيدفّعهم الثمن، بالتعاون مع حزب الله والميليشيات الموالية لإيران، والمنتشرة فى سوريا ولبنان والعراق، ودول أُخرى فى الشرق الأوسط غارقة فى فوضى داخلية.
الافتراض لدى أغلبية عناصر أجهزة الاستخبارات فى إسرائيل، وأيضا مصادر استخباراتية رفيعة المستوى فى دول عربية صديقة، هو أن إيران سترد على سلسلة الحوادث الأخيرة التى حدثت أو نُفذت على أراضيها، والتى لم تتسبب فقط بأضرار كبيرة لتلك المنشآت الحساسة، بل أيضا زرعت البلبلة، وفى الأساس أحرجت رؤساء النظام فى إيران وكبار مسئولى الحرس الثورى.
لكن فى رأى هذه المصادر الاستخباراتية، سيكون الرد بواسطة تنظيمات الطرف الثالث، حزب الله والميليشيات التى تعمل فى سوريا وفى لبنان أيضا. وفى الواقع، فى موازاة الأحداث التى وقعت فى إيران مؤخرا، كثرت التقارير فى وسائل الإعلام العربية عن قطار جوى من طائرات مدنية إيرانية مليئة بالصواريخ الدقيقة، ووسائل قتال متقدمة وذخيرة خرجت من طهران ووصلت إلى مطار دمشق الدولى، ومن هناك انتقلت إلى مخازن حزب الله والقوات الموالية لإيران.
وبالمصادفة أو ليس بالمصادفة، نشرت تقارير صباح يوم الإثنين الماضى عن وصول طائرة إيرانية حطت فى مطار دمشق وبعد ساعات من ذلك غادرت قافلة شاحنات مليئة بوسائل قتال متطورة فى طريقها جنوبا إلى مناطق واقعة تحت سيطرة حزب الله. وبالاستناد إلى عدة تقارير فى وسائل إعلامية عربية وأجنبية ومجموعة أفلام وصور نُشرت على وسائل التواصل، وقع عدد من الهجمات بواسطة صواريخ أرض ــ أرض وهجمات لطائرات حربية من الجو.
الأهداف التى هوجمت هى وسائل القتال التى يرسلها الأخطبوط الإيرانى، وذلك فى عملية جراحية مدهشة بعثت برسالة واضحة إلى إيران وعملائها بأن من لا يخاف من العمل فى طهران والتسبب بأضرار جسيمة لمنشآت استراتيجية حساسة، لن يسمح بالتأكيد بتسلُّح وتعاظُم قوات موالية لإيران موجودة على بعد عشرات الأمتار من حدودنا الشمالية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved