فى.. (الرعاية المركزية)؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 9:35 ص بتوقيت القاهرة

●● نعمة كبيرة أن تعلم، ونعمة أكبر أن تعلم أنك تتعلم.. تلك هى بداية الحديث عن موضوع الرعاية الذى يشهد الآن جدلا واسعا، فيما يتعلق بحقوق الأندية، وحق اتحاد الكرة.. وحين أشرت قبل أيام أن الاتحاد الإنجليزى يرعاه بنك باركليز، كان ذلك غير دقيق، لأن البنك يرعى مسابقة الدورى، البريمير ليج، ولا يرعى الاتحاد الإنجليزى.. وهذا فارق مهم، حيث إن رابطة الأندية المحترفة هى التى تدير مسابقة الدورى، وليس اتحاد الكرة.

 

●● كانت تلك ملاحظة تصحيحية من شباب عاشق ومتابع لكرة القدم.. والواقع أن الاتحاد الإنجليزى له رعاته الذين يزينون بشعاراتهم التجارية المؤتمرات الصحفية المتعلقة بالمنتخب أو بكأس إنجلترا، فيما يزين المؤتمرات الصحفية للأندية شعارات الشركات التى ترعى تلك الأندية فى المباريات التى تملكها، وهى التى تقام على ملاعبها.

 

●● هذا يحدث فى كثير من مسابقات الدوريات الأوروبية، وهو ما يجب أن يحدث هنا فى مصر، وسوف يحدث قريبا حين نطبق دورى المحترفين، وحين تدير المسابقة رابطة الأندية، وحين يتفرغ اتحاد الكرة لإدارة المنتخبات وكأس مصر وشئون الكرة المصرية بقواعد سليمة وصحية متطورة. فينهض بالتحكيم والملاعب، والناشئين، ومراكز تدريبهم، بدلا من تلك المراكز التى تبدو مثل آثار الفراعنة القدماء.. والأهم هو النهوض بمستوى دخول الملاعب، والخروج منها بالنسبة للجماهير، وبمستوى الخدمات التى تقدم لتلك الجماهير داخل الملاعب، بدلا من احتجازهم كرهائن فى المدرجات، وتعذيبهم بالحضور قبل موعد المباريات المهمة بأربع ساعات.. وهذا الأمر ليس خيالا علميا؟

 

●● حسب تصريحات مسئولين فى الاتحاد هناك لائحة تنظم المؤتمرات الصحفية، وقد أبلغت بها الأندية.. لكن بمراجعة أهم مؤتمر صحفى فى العام الماضى لمباراة الأهلى والزمالك، وكانت خاصة بالطرف الأول، زينت اللوحة الخلفية بكل رعاة الأهلى، ولم يكن بينهم رعاة اتحاد الكرة أو الزمالك.. فأين كانت اللائحة وهل هى لائحة جديدة خاصة بهذا الموسم أم انها لائحة سابقة لكنها لم تستعمل ولم تفعل؟

 

●● هل حقا أن وكالة الأهرام وراء تلك المشكلة؟ أم أنها مجرد وسيط يشترى الحقوق ويبيعها، ولا يتدخل إطلاقا فى إدارة المؤتمرات الصحفية أو غيرها؟

 

●● تلك أمور تجيب عنها وكالة الأهرام.. لكن من الواضح أننا أمام تطور كبير يطرأ على كرة القدم فى مصر، تطور مادى، يجعلها صناعة حقيقية، فحين ترعى شركة النادى الأهلى بمبلغ يقترب من 135 مليونا خلال 3 سنوات، فإن ذلك يساوى الكثير بأسعار السوق.. ومن أسف أن أوساط كرة القدم كلها، وليس الاتحاد وحده لم تكن مستعدة لهذا التطور، ومازالت تتعامل فى إدارة تلك الصناعة بالبركة، والعرف، والمعروف، وهذا الأسلوب انتهى منه العالم منذ مائة عام؟

 

أسأل الله أن تخرج الكرة المصرية من أزمة «الرعاية المركزة» فى أسرع وقت، مع تمنياتنا للجميع بالشفاء..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved