مصر عاصمة الإسكواش
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 24 نوفمبر 2014 - 8:50 ص
بتوقيت القاهرة
•• فى سبتمبر من العام الماضى كان رامى عاشور بطل العالم فى الاسكواش ممثلا للاتحاد الدولى للعبة فى سباق ثلاث لعبات لاختيار واحدة منها لدخول البرنامج الأوليمبى لدورة بوينس أيريس عام 2020. ولم تكن المنافسة عادلة، فقد كان طبيعيا ومنطقيا أن تبقى المصارعة ولا تخرج على حساب الاسكواش والبيسبول، لأن المصارعة إحدى أقدم اللعبات الأوليمبية ودخلت الألعاب القديمة عام 708 قبل الميلاد.. لكنه من سوء حظنا ألا تفوز الاسكواش، وقد أصبحت مصر عاصمة اللعبة فى العالم أو ربما دولتها وجمهوريتها.. وتعد هذه الرياضة بالنسبة لمصر مثل العدو القصير والمتوسط بالنسبة لجامايكا، ومثل السباحة لأمريكا، ومثل الملاكمة لكوبا.
•• توج رامى عاشور بطلا للعالم فى البطولة الأخيرة بالدوحة، وكان زميله المصرى الموهوب محمد الشوربجى. وكان ثلاثة من المصنفين الخمسة الأوائل للقب من المصريين. وأصبحت مصر فى السنوات العشر الأخيرة دولة رئيسية فى جميع بطولات الاسكواش العالمية والدولية سواء للناشئين والسيدات والرجال. ويغرد أبطالنا وحدهم خارج السرب، ويعود جزء كبير من إنجازات الحاضر إلى تاريخنا المجيد فى اللعبة منذ توج عبد الفتاح باشا عمرو سفير مصر فى لندن، بطلا لبطولة إنجلترا التى كانت بمثابة بطولة العالم 6 مرات فى الفترة من 1933 إلى 1938. ثم محمود عبد الكريم الذى فاز باللقب 4 مرات من 1947 إلى 1950. وقد توالى الأبطال المصريون على مدى تاريخها (أحرز المصريون اللقب 14 مرة بينما احتل الباكستانيون الصدارة برصيد 30 مرة ثم إنجلترا 14 مرة).
•• لكن جزءا آخر من إنجازات أبطال مصر فى العصر الحديث يعود إلى بطولة الأهرام التى أقيمت لسنوات فوق هضبة الأهرامات، وتألق أحمد برادة ودور اتحاد اللعبة، بجانب دور مدرب المنتخب أمير وجيه الذى أخذ من أساليب المدارس الباكستانية والأسترالية وأضاف على الموهبة المصرية لتخرج لنا أجيال موهوبة بحق، ويتدرب اللاعب فى المتوسط ما بين 4 أو 5 ساعات يوميا كى يكون بطلا.
•• فى كتابه «الطلقة والشبح».. كتب جيمس ويلستروب أحد أبرز لاعبى الاسكواش والمصنف الأول سابقا على العالم.. كتب عن رامى عاشور يقول: «إنه بلا شك واحد من أعظم الرياضيين على هذا الكوكب، وبالتأكيد هو الأكثر موهبة فى مسك المضرب على مستوى الجيل الحديث من لاعبى الإسكواش».. ووصف الموقع الرسمى لهيئة الإذاعة البريطانية عاشور بأنه صاحب موهبة عبقرية. ووضعته فى مقارنات مع أساطير اللعبة فى باكستان جاهانجير خان وجانشير خان خلال حقبتى الثمانينيات والتسعينيات وقد تعرض رامى عاشور لإصابة لكنه عاد وتوج بطلا للعالم فى الدوحة، واعتبر فوزه بها انتصارا على خوفه من تكرار الإصابة.
•• وبالمناسبة، كان رامى عاشور يجلس بجوار الرئيس عبد الفتاح السيسى فوق المنصة ضمن نخبة مختارة من أبطال وبطلات مصر فى الرياضة أثناء الحملة الإنتخابية للرئيس، وخلال استقباله شخصيات رياضية عامة ورؤساء أندية واتحادات وإعلاميين.. وكان ذلك يعكس توجها للمرشح الرئاسى المشير عبد الفتاح السيسى، وكيف ينظر إلى الرياضة وإلى أبطالها، يبقى أن يستقبل الرئيس أبطال العالم فى الاسكواش، فهم يحتاجون هذا الدعم المعنوى، وينقل رسالة إلى الناشئين من الممارسين للعبة يقول مضمونها: استمروا وكرروا الإنجاز حتى تبقى مصر عاصمة للاسكواش فى العالم.