نسويات مصر واليوم العالمى لمناهضة العنف ضد النساء

مزن حسن
مزن حسن

آخر تحديث: الثلاثاء 24 نوفمبر 2020 - 9:05 م بتوقيت القاهرة

منذ عام 1981 يعتبر الخامس والعشرون من نوفمبر اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد النساء على إثر اغتيال الأخوات ميرابال الثلاثة بأوامر من حاكم الدومينيك رافاييل تريجو 1960 الذى رحل بعد اغتيالهن بعام.
يتساءل الكثير لماذا هذا اليوم؟ هل هو يوم للتباكى من تلك النساء على ما يتعرضن له أو ما يدعونه، كما يروج البعض؟ هل هو احتفال بالعنف؟ هل هو لتخليد ذكرى نساء معروفات أو مجهولات تعرضن لعنف أو انتهت حياتهن بفعل رجال من ذويهن أو ممن حكموهن؟
كل هذا وغيره بالطبع يدور فى ذهن من يعلم بوجود هذا اليوم أو من يهتم بوجوده سلبا أو إيجابا، ولكنه بالنسبة لى والعديد من النسويات فرصة للمراجعة والتذكير والتذكر ليس فقط بما نتعرض له من أشكال عنف مختلفة بل أيضا بنضالاتنا لمحاربة هذا العنف.
هو يوم يذكر بما نمر به على مستوى شخصى أو وطنى أو عالمى. لمن وقف بجانبنا ودعمنا ومن خذلنا واستباحنا، يوم لتذكر تضامننا واستهدافنا، يوم لرفع صوتنا والمطالبة بمحاسبة من انتهكنا.
وفى إطار الشأن المصرى، يأتى هذا اليوم وأنا أكرر عبارة «أفتخر بكونى نسوية مصرية»، فأنا ابنة تلك الحركة وأجيالها اللاتى حملن على عاتقهن حمل النضال ضد جرائم العنف فى وطننا.
هذا الشهر على سبيل المثال نجد مؤسسات حركة «assault police» يكملن ما بدأناه من عمل على القضايا المختلفة لمناهضة العنف، ومجموعة أخرى تعقد أول مؤتمر يختص بقضية التحرش الجنسى «مؤتمر احنا»، مبادرات من داخل الجامعة الأمريكية لتطوير سياساتها والتوعية بجرائم التحرش الجنسى، مؤسسة تعمل فى أسوان تبدأ حملة عن العنف الأسرى «بيوت بلا عنف» وغيرها من المجموعات والحركات تعمل على مناهضة العنف من خلال وسائل التواصل الاجتماعى؛ مناهضة الختان، زواج القاصرات، وغيرهما.
ومع بدء يوم 25 نوفمبر حتى يوم 10 ديسمبر تبدأ الحملة العالمية «16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة»، تأتى فى هذا العام والعالم أجمع يواجه جائحة وتظهر تبعاتها على المجتمعات والدول ويتيقن الجميع أن العنف ضد النساء هو آفة المجتمعات.
تأتى هذه الحملة هذا العام وقد مر أكثر من عشرين عاما على منهاج عمل بكين، والقرار 1325 وغيره من المحطات الدولية التى وضعت قضايا العنف فى جوهر العمل من أجل النساء.
مع كل تطور تحتاج الحركة النسوية فى هذا الوطن وفى العالم إلى مجال عام آمن يدعم وجودها.
إن فتح المجال العام للحركات والمؤسسات العاملة فى قضايا حقوق النساء هو حجر الأساس لإظهار الإرادة السياسية لإنهاء تلك الظاهرة. تحتاج تلك النساء إلى مجال خال من تهديد وتشهير وإقصاء. مجال يدعم التمكين والعمل وليس الخوف والترهيب. مجال يدعم محاسبة المعتدين من خلال أطر قانونية. مجال يدعم الشفافية فى معرفة تطورات القضايا مثل قضية الفيرمونت على سبيل المثال. مجال يهيئ للنساء أن تنجو من تبعات العنف وآلامه.
كلما تم إتاحة الفرص للحركة النسوية المصرية لمناهضة التمييز والعنف ضد نساء مصر.. سيتطور هذا المجتمع ليصبح مجتمعا صحيا آمنا تسوده قيم العدالة والمساواة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved