ثورة من أجل موجة سينمائية جديدة

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأربعاء 25 يناير 2012 - 11:05 ص بتوقيت القاهرة

اليوم يمر عام على بداية انطلاق ثورة 25 يناير العظيمة.. وسر عظمتها هو تحقيق هدفها النبيل ــ إسقاط نظام سياسى وأد أحلام وطموحات جيل فى حياة.. مجرد حياة.

 

ومع هذا اليوم انتفض شباب جيل جديد من السينمائيين يصور ويسجل ويؤرخ تلك اللحظة التاريخية بمشاعر ذاتية تمزج بين التلقائية والوعى الذائد، وللحق أفرز المشهد الثورى مجموعة من الأعمال التسجيلية، والروائية القصيرة النضرة والبكر والموحية بطاقات خلاقة، لا تنتمى لأيدلوجيات تجارية وأفكار تخضع لأهواء مناخ وسوق. جيل انتفض لموهبته وحارب لقدره بجانب شيوخ السينما الذين فرض عليهم المناخ السينمائى السائد لغة الصمت، وداخل كادر يتحرك داخل نفسه، ولعل اللحظة التاريخية قد رسمت لهذا الجيل الجديد الخطوة الأولى لملامح طريق ومشوار، لكن كيف يواصل السير فى هذا الطريق وهو صعب دون قيود تعرقل تمكنه من الإفراج عن أحلام ومشاريع سينمائية ربما تكون بمثابة موجة سينمائية جديدة.

 

أعتقد أن الإجابة تكمن فى ثورة أخرى لإسقاط نظام آخر لسياسة انتهجتها تكتلات سينمائية وموجات من المنتجين الدخلاء على المهنة فرضوا كلمتهم وسطوتهم وأساليبهم على الساحة السينمائية، وظلت أعمالهم ــ التى لم تسع فى معظمها إلا لجنى الأموال والبقاء تحت الأضواء ــ تنخر فى الجسد والعقل السينمائى الواعى، والذى يحمل رؤى وأفكارا مختلفة، حتى كاد العقل يشيخ ويمرض الجسد.

 

الثورة الجديدة يجب أن يقودها هذا التيار الوليد من شباب السينمائيين أنفسهم.. وأن يدافعوا عن حق وجودهم وحق عرض أعمالهم جماهيريا على الشاشات، وأن يفرضوا مناخا آخر للتذوق، وأن يسعوا الآن كى ينالوا الدعم المناسب من الدولة والجمهور للمساهمة فى إنتاج وبقاء مشاريعهم، وأن يبحثوا عن وسائل دعم شعبية حتى ولو عن طريق اكتتاب شعبى،وأن يحملوا على عاتقهم إنقاذ سمعة الفيلم المصرى وعودته لمكانة أفضل عبر تجاربهم المختلفة وهو ما يحتاج لروح ثائر حق كى يكون ونكون معه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved