ترامب ونتنياهو.. وبينهما فلسطين

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 25 فبراير 2017 - 11:35 م بتوقيت القاهرة

مساء الخميس الماضى حضرت جانبا كبيرا من ملتقى الحوار الثالث لمؤسسة ياسر عرفات الذى انعقد فى أحد فنادق وسط القاهرة، تحت عنوان «الإدارة الأمريكية الجديدة.. التحديات عربيا وفلسطينيا». مستوى النقاش والأفكار والحضور ونوعيته كان ثريا للغاية، باستثناء مداخلات قليلة لا تزال غارقة فى المراهقة السياسية!!.

المنصة كان يجلس عليها عمرو موسى مديرا للقاء، والسفير حسام زكى الأمين العام المساعد للجامعة العربية، وصائب عريقات القيادى الفلسطينى الكبير، وأحمد الطيبى العضو العربى السابق فى الكنيست، وجميعهم أكدوا فى كلماتهم ــ التى تم نشرها بالأمس فى الشروق ــ على أهمية حل الدولتين انطلاقا من المبادرة العربية والقرارات الدولية وإنهاء الانقسام الفلسطينى.

على الطاولة المستطيلة كانت هناك شخصيات مصرية وعربية متنوعة إضافة لرموز فلسطينية، تنتمى لجميع أطياف الفصائل والمنظمات الفلسطينية بما فيها حماس.

محمد اشتيه السياسى والاقتصادى الفلسطينى قال إن إسرائيل عزلت قطاع حماس لعشر سنوات بالحصار، وتنوى مواصلة عزله ولكن هذه المرة بالتسهيلات.

وكشف اشتيه عن أن عدد اليهود ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط ٦.٤ مليون يهودى وهو نفس عدد الفلسطينين بمن فيهم الذين يعيشون فى أراضى ١٩٤٨ بنسبة تكاثر ٣.٨٪ مقابل ٢.١٪ للإسرائيليين، فى حين أن عدد المستوطنين ارتفع إلى ٦٥١ ألفا يمثلون ٢٤٪ من سكان الضفة بنسبة تكاثر ٣.٢٪، وطبقا لهذه الإحصائيات فإن عدد الفلسطينيين فى كامل فلسطين التاريخية سيصل إلى ٥١٪ بعد ثلاث سنوات.

اشتيه يرى أننا لم نكن أبدا بصدد حل الدولتين، بل دولة تقوم بهدم ممنهج للدولة الثانية التى لم تقم بعد!!، مقرا بأن الفلسطينيين لم يستثمروا الوقت الضائع حينما كانت واشنطن منشغلة طوال عام كامل بأمورها الداخلية.

الدكتور حسن نافعة قال إن أمريكا وإسرائيل لم تجدا من يردعهما عربيا.

سمير حباشنة قال إن المنطقة العربية صارت مثل دولة تستضيف بطولة لكرة القدم ولا تشارك فيها، إلا بالأرض والجمهور والدماء، والفرق الرئيسية هى إيران وتركيا وإسرائيل، ويعتقد أن الموقف القطرى التركى يدعم موقف إسرائيل بفصل غزة عن فلسطين.

محمد بسيسو يرى أن حركة حماس ليست حركة وطنية فلسطينية بل تخضع لتوجهات مكتب الإرشاد الدولى، والسنوات العشر التى سيطرت فيها على غزة هى الأسوأ للقطاع.

فى حين أن الشيخ التميمى دافع عن حماس، متسائلا ماذا قدمت السلطة الفلسطسنية منذ تأسيسها؟.

طلب الصانع قال إن المشكلة ليست فى ترامب، لأنه لم يكن موجودا طوال السنوات العشر الماضية، وعلى الرغم من ذلك فحالنا لم يكن أفضل. نحن كعرب لم نتواءم مع المتغيرات العالمية وظللنا جامدين، فى حين أنه حتى الأشجار تغير أوراقها!!.

نبيل فهمى وزير الخارجية السابق قال كلاما كثيرا متزنا منه أن أهم ما يجب أن تناقشه القمة العربية المقبلة هو حماية الدولة الوطنية العربية، مضيفا أنه لم يعد لنا أى تأثير حقيقى فى قضايانا، وأن كل الرؤساء الأمريكيين كانوا منحازين لإسرائيل، لكن السؤال: ما هى مساحة الحركة للضغط على الرئيس الأمريكى ليضغط على إسرائيل لحل القضية.

مشيرا إلى أن العقل الأمريكى يفكر بطريقة «لا تقل لى ماذا فعلت فى الماضى.. بل قل لى ماذا ستفعل فى المستقبل».

نبيل شعث القيادى الفلسطينى البارز طالب بفهم عربى أفضل لترامب، لأن الأحادية فى النظام الدولى انتهت بعد غزو العراق. وترامب يحاول أن يتحدى التاريخ ويعيد سيطرة أمريكا على العالم، وهو يمثل شريحة تتطلب منه أن يكون شعبويا، لكنه فى النهاية رجل أعمال يحسب كل شىء بنتائجه، فهو «جمع ملايين الدولارات من العقارات ولم يدفع دولارا واحدا للضرائب»! هو أقرب إلى شخصية «دكتور جيكل ومستر هايد» المتناقضة. وخلال ٣ أسابيع تحدى القضاء والاتحاد الأوروبى والناتو وتراجع، وحتى فى موضوع نقل السفارة للقدس بدأ يتراجع، وبالتالى فإذا بلورنا حدا أدنى من التوافق الفلسطينى والعربى فإنه سوف يتراجع عن الدعم المطلق لإسرائيل.

متحدث آخر قال إن المطروح أمامنا «يالطا جديدة» تركز على ترتيبات أمنية عربية فى مواجهة إيران، تشارك فيها إسرائيل من دون أن تدفع أى ثمن، وخلاصتها أن روسيا تلعب فى أوكرانيا فى حين تنفرد أمريكا بمعظم منطقتنا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved