جنود معركة الكورونا

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الأربعاء 25 مارس 2020 - 10:35 م بتوقيت القاهرة

بات واضحا أن أفراد الأطقم الطبية وجميع العاملين فى المستشفيات والمنشآت الطبية والصحية فى مصر جنود يقفون على خط المواجهة المباشرة فى المعركة الدائرة ضد فيروس كورونا المستجد الذى أصاب نحو 500 ألف شخص وأودى بحياة حوالى 19 ألف آخرين فى مختلف أنحاء العالم.
فعمل أفراد الأطقم الطبية وعمال وموظفى المستشفيات والمنشآت الصحية والطبية يجعل سلامتهم الشخصية وسلامة أفراد أسرهم فى خطر دائم بسبب الفيروس سريع الانتشار. لذلك على الدولة وهى تتحرك فى كل اتجاه لتعظيم قدراتها على مواجهة أزمة كورونا أن تلتفت إلى هؤلاء الناس الذين يحتاجون بكل تأكيد إلى أن يشعروا بأن جهودهم وتضحياتهم موضع تقدير من المجتمع والدولة.
والمخاطر التى تواجه أفراد الأطقم الطبية على مستوى العالم فى ظل هذه الظروف تفوق المخاطر التى تواجه أى فئة أخرى فى أى ظروف لأن هذه المخاطر لا تهدد فقط أفراد الأطقم الطبية وإنما تهدد أحباءهم وأقاربهم لأن احتمالات إصابتهم بالمرض تعنى بالتبعية احتمال تعرض أفراد أسرهم للخطر نفسه.
ورغم أن تضحيات العاملين فى المجال الطبى والصحى اليوم لا يمكن أن تقدر بثمن، فإن تحرك مؤسسات الدولة سواء الحكومة أو البرلمان أو الإعلام لكى نبعث برسالة تقول إن تضحيات هؤلاء المواطنين مقدرة، وأن الدولة لا تتخلى عنهم، سيعزز قدرتهم على أداء واجباتهم ويدفعهم إلى بذل المزيد من الجهد المطلوب لتجاوز هذه المأساة.
ولا يعقل أن يكون بدل العدوى للطبيب أو غيره من العاملين فى القطاع الصحى يتراوح بين 19 و30 جنيها شهريا بحسب بيان نقابة الأطباء، فى حين أنهم يواجهون اليوم عدوى مرض مميت، يمكنه الانتقال معهم إلى أفراد أسرهم. حان الوقت وبشكل عاجل لكى تعيد الدولة النظر فى التقدير المادى للعاملين فى القطاع الصحى الحكومى بشكل خاص، لأنهم الآن هم الجنود الذين يحاربون خطرا يفوق خطر الإرهاب والغزو المسلح نيابة عن المجتمع كله.
كما أنه على الحكومة دراسة منح العاملين فى القطاع الصحى وثيقة تأمين على الحياة بمبلغ مناسب حتى تنتهى هذه الغمة لكى يطمئن هؤلاء العاملون إلى أنهم لن يتركوا أسرهم بلا سند إذا تعرضوا لأى مكروه لا قدر الله فى هذه المعركة التى يخوضونها لصالح الجميع.
وفى ظل ارتفاع منسوب الخطر الذى يهدد كل العاملين فى القطاع الطبى وزيادة أعداد المصابين أو المتوفين نتيجة الإصابة بكورونا سواء فى مصر أو فى العالم، لا يجب التهاون فى توفير كل وسائل الحماية والوقاية للعاملين فى جميع المنشآت الصحية حتى لا يتحول هؤلاء العاملون من أطباء وتمريض وعمال من محاربين للفيروس إلى وسيلة لنقله. فعدم توافر الملابس الواقية للمتواجدين داخل المستشفيات أثناء ساعات العمل يعنى ببساطة إمكانية انتقال الفيروس على ملابسهم عند خروجهم من العمل والعودة إلى المنازل. كما أن التهاون فى توفير كل مستلزمات التعقيم والتطهير فى المستشفيات يحولها من خط الدفاع الأول ضد الفيروس إلى مصدر لنشره.
قد تكون إمكانية البلاد المادية محدودة، لكن فى مواجهة معركة كورونا يجب حشد كل هذه الموارد حتى نخرج من المعركة بأقل قدر من الخسائر، وهذا يعنى أن يكون لتلبية احتياجات القطاع الصحى الأولوية على ما سواه من القطاعات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved