أهمية تشاد الاستراتيجية بالنسبة لفرنسا والقوى الغربية

قضايا إفريقية
قضايا إفريقية

آخر تحديث: الأحد 25 أبريل 2021 - 7:35 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Defence Web تحليلا فاحصا حول سبب أهمية تشاد الاستراتيجية لفرنسا والقوى الغربية الأخرى، ذكر التحليل مخاوف الغرب بعد مقتل الرئيس إدريس ديبى... نعرض منه ما يلى:
كانت فرنسا حليفا رئيسيا لتشاد تحت حكم الرئيس الراحل إدريس ديبى، فلديها حوالى 5100 جندى فى جميع أنحاء البلاد بما فى ذلك قوات متمركزة فى قاعدتها الرئيسية فى العاصمة التشادية نجامينا وذلك كجزء من الجهود الدولية لمحاربة المسلحين الإسلاميين.
وفاته، التى وصفتها باريس بـ«فقدان صديق شجاع سعى لتحقيق السلام والاستقرار على مدى ثلاثة عقود»، تطرح أسئلة حول مستقبل عمليات فرنسا الإقليمية.
لماذا تشاد حليف مهم للقوى الغربية؟
تقع تشاد بين ليبيا والنيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان ونيجيريا والكاميرون، وتشكل موقعًا استراتيجيًا لفرنسا والولايات المتحدة من جانبين؛ الجانب الأول الحرب ضد المسلحين الإسلاميين فى منطقة الساحل وبوكو حرام فى نيجيريا. أما الجانب الآخر، رصد عدم الاستقرار السياسى فى الدول المجاورة.
قدمت فرنسا دعمًا استخباراتيًا ولوجستيًا ضد تمرد جديد بدأ هذا الشهر، لكنها توقفت عن اتخاذ إجراء مباشر وسط تزايد القلق فى الأوساط السياسية المحلية الفرنسية من احتمال فوز ديبى بإعادة انتخابه للمرة السادسة، متجاوزا بذلك 30 عامًا فى السلطة.
ما مدى نجاح تشاد فى قتال المتشددين الإسلاميين؟
القوات المسلحة التشادية هى من بين القوات المسلحة الأكثر احتراما وقوة فى غرب أفريقيا. وتشكلت هذه السمعة بعد أن شارك 2000 جندى فى مهمة بقيادة فرنسا فى 2013 لتعقب مقاتلى القاعدة فى صحراء شمال مالى مما يجعل تشاد الدولة الأفريقية الوحيدة التى تنشر بسرعة قوة قتالية فعالة.
وفى عام 2020 كانت القوات التشادية منخرطة فى قتال متمردين من بوكو حرام والدولة الإسلامية فى غرب أفريقيا فى منطقة بحيرة تشاد.
ومع ذلك، كانت هناك مخاوف بشأن الانضباط والاتهامات بارتكاب أعمال عنف ضد المدنيين أثناء عملياتهم.
على أى حال، كان يُنظر إلى نشر كتيبة من 1500 جندى فرنسى فى مسرح ثلاثى الحدود بين بوركينا فاسو ومالى والنيجر فى وقت سابق من هذا العام على أنه أمر حيوى لتمكين القوات الفرنسية وغيرها من إعادة توجيه مهمتها العسكرية إلى وسط مالى واستهداف الإسلاميين المتشددين الذين لهم صلة بالقاعدة.
لكن فرنسا راهنت على سيطرة القوات التشادية على أمن البلاد مما يسمح لها بسحب قواتها البالغ عددها 1500 جندى.
ما هى الأصول العسكرية التى تمتلكها فرنسا والحلفاء فى تشاد؟
عاصمة تشاد، نجامينا، هى مركز القيادة المركزى لعملية برخان الفرنسية لمكافحة الإرهاب فى منطقة غرب أفريقيا. حيث يتمركز هناك أقل من ألف جندى إلى جانب عدد قليل من طائرات ميراج 2000 المقاتلة.
كما يقع مركز قيادة مجموعة الساحل الخمسة، التى تضم قوات من تشاد والنيجر ومالى وموريتانيا وبوركينا فاسو، فى المقر السابق لبعثة Epervier الفرنسية والتى كان هدفها احتواء هجوم ليبى ضد تشاد.
بالإضافة إلى عملياتها الرئيسية، تمتلك فرنسا قاعدتى عمليات أماميتين فى فايا ــ لارجو فى وسط البلاد مع قاعدة واحدة على الحدود الشمالية مع ليبيا وأبيشى بالقرب من الحدود مع السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.
كان للولايات المتحدة أيضًا وجود عسكرى صغير فى البلاد للمساعدة فى التدريب والتجهيز وبناء القدرات. فوفقا لمسئول أمريكى كان هناك أقل من 70 عسكريا أمريكيا فى البلاد.
ما هى مخاوف فرنسا والحلفاء فى الوقت الراهن؟
ستتطلع فرنسا وحلفاؤها لمعرفة كيفية حدوث التسليم السياسى فى الأيام المقبلة. كان من المفترض أن يتولى رئيس الجمعية الوطنية المنصب. ومع ذلك، مع إعلان الجيش عن نجل ديبى، محمد إدريس ديبى، المعروف أيضًا باسم كاكا، كرئيس مؤقت قد يؤدى إلى مزيد من زعزعة الاستقرار فى العاصمة.
ستتجه كل الأنظار أيضًا إلى جبهة التغيير والوفاق المتمردة فى تشاد (FACT)، والتى كانت قد باشرت الهجوم على الرئيس الراحل ديبى. وقد يجبر زخم الأوضاع داخل تشاد فرنسا للتدخل على الرغم من أنها ستسعى إلى تجنب التدخل المباشر نظرًا لعدم اليقين العام والتأثير الذى يمكن أن يحدثه ذلك على عمليات الساحل.
ناهيك عن أنه ومع انتشار حالة من الذعر المحتمل فى العاصمة، ستكون هناك أيضًا مخاوف من بدء أزمة إنسانية جديدة ونزوح لاجئين إذا اتجه التشاديون والتشاديات من نجامينا إلى حدود الكاميرون.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved