الروح الرياضية فى كرة اليد

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 25 أبريل 2021 - 7:30 م بتوقيت القاهرة

** الفرق الكبيرة لا تهتز لهزيمة. وبغض النظر عن مجريات المباريات وتفاوت المستويات، هزم الزمالك فريق الإنتاج الذى يكافح وكان ذلك بعد الخسارة من الأهلى، وفاز الأهلى على إنبى بعد هزيمته أمام سموحة. ومضى بيراميدز فى طريق الفوز بعدما تغلب على نكانا رد ديفلز فى الكونفدرالية، وفاز على الاتحاد السكندرى الذى قدم مباراة قوية فيها ندية أمام فريق غنى بالنجوم.
لعب الزمالك بقوة أمام الإنتاج وقدم عرضا فيه إشارات التحدى والإصرار على الفوز رغم اللعب بعشرة لاعبين بعد طرد عبدالغنى، والاستمرار فى الصدارة وسجل له بن شرقى وأحداد. ولعب الأهلى بتكتيك جيد وبكرات طويلة إيجابية إلى العدائين الشحات وشريف وكهربا وأفشة الرباعى الخطير وقتل الفريق المباراة مبكرا فى ثلاث دقائق.
** لكن أجمل ما فى هذا الاسبوع كانت مباريات الأهلى والزمالك فى كرة اليد. سواء فى الدورى الذى توج به الزمالك أو فى نهائى الكأس الذى توج به الأهلى، وكان مسك الختام هو السلوك الرياضى من لاعبى الزمالك عقب نهائى الكأس ومعانقتهم ومصافحتهم للاعبى الأهلى فى روح رياضية حقيقية نفتقدها فى ملاعبنا منذ سنوات، أو من عقود.
** سلوك لاعبى الزمالك هو جوهر الرياضة. نلعب ونتنافس، ويشتد الصراع النظيف، ويبذل كل فريق أقصى جهد من أجل الفوز. ثم يفوز من يفوز وفى النهاية نشد على يد الفائز، ونقول هارد لك لمن لم يحالفه التوفيق. وهذا كله من قيم الرياضة ومعانيها. لكننا اعتدنا طوال سنوات أن يقودنا التنافس الشديد فى مختلف اللعبات وبين مختلف الفرق، إلى العنف غير الرشيد، عنف الأطفال، عنف أصحاب الجماجم الفارغة. فالمهزوم يرفض الهزيمة ويتعلل بأسباب خارجه. والفائز يكيد ويعاير منافسه. ويبالغ فى الفرحة كأنه فتح عكا. وترى فى خارج حدود الملعب المزايدين والمتسلقين، والأدعياء، والمهاويس، والمرضى والغاضبين سواء كانوا فائزين أو مهزومين، وهو ما يشوه الرياضة، وملاعبها، ويدهشك كم هذا الغضب من الطرفين.. لكن فريقى الأهلى والزمالك لكرة اليد قدما درسا فى الأخلاق الرياضية عقب مباراة عاصفة وعصيبة.
** مبروك فوز الزمالك بالدورى ومبروك فوز الأهلى بالكأس. وهارد لك للفرق التى شاركت ونافست فى البطولتين. وكل التهنئة لاتحاد كرة اليد الذى لم يترك تفصيلة صغيرة بدون لائحة تحكم الخلاف إن كان هناك خلاف.. مبروك لأسرة كرة اليد..
** أتابع قصة دورى السوبر الأوروبى، وأشعر أنها لم تنته، وأن فى جعبة مخرجها فلورنتينو بيريز نهاية درامية، تجعلنا نصل فى النهاية إلى أشهر جملة رددها جمهور وهو يشاهد عملا فنيا: «المخرج عاوز كده». فبين رئيس الاتحاد الأوروبى وبين رئيس ريال مدريد تراشقات واتهامات.. ألكسندر سيفرين ما زال يلوح بعقوبات على الفكرة وعلى من طرحها، ويدافع عن الأندية الإنجليزية التى سارعت بإعلان انسحابها، ويقول رئيس الاتحاد الأوروبى إن الأمر لن يمر دون دفع الثمن ويقول بيريز:
«سلوك رئيس الاتحاد الأوروبى كان أقل من اللائق، بل الأكثر أنه جاء من رئاسة مؤسسة تروج لكرة القدم وقيمها».
وقال بيريز جملة خطيرة تشير إلى مأزق قانونى يمكن أن يواجه الأندية إلى أعلنت انسحابها: «لن أضيع وقتى لأشرح ماهية العقد الملزم هنا. ولكن الحقيقة هى، لا يمكن للأندية الرحيل»..!
** هل انتهت بطولة دورى السوبر الأوروبى أم هناك فى الشىء أشياء؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved