سبب تمسك أنصار ترامب بسرقة الانتخابات

دوريات أجنبية
دوريات أجنبية

آخر تحديث: الإثنين 25 أبريل 2022 - 7:35 م بتوقيت القاهرة

نشرت مجلة ذى أتلانتيك مقالا بتاريخ 18 إبريل للكاتبة سارة لونجويل، فسرت فيه سبب اقتناع أنصار ترامب بسرقة الانتخابات الرئاسية 2020، ولماذا من الصعب عليهم اقتناعهم بالعكس... نعرض من المقال ما يلى.
يعتقد نحو 35 فى المائة من الشعب الأمريكى ــ 68 فى المائة منهم ممن ينتمون للحزب الجمهورى ــ أن الكذبة الكبرى، التى دفعها بلا هوادة الرئيس السابق دونالد ترامب وضُخمت من قبل وسائل الإعلام المحافظة، والتى تتعلق بسرقة الانتخابات الرئاسية عام 2020، أن ترامب كان هو المنتصر الحقيقى وأنه يجب أن يكون فى البيت الأبيض اليوم.
ولمعرفة سبب تمسك ناخبى وناخبات ترامب بشدة بالكذبة الكبرى، تم أخيرا استضافة مجموعات تركيز؛ وهى طريقة يتم استخدامها فى عدة مجالات مختلفة منها علم الاجتماع والعلوم السياسية للحصول على انطباعات عن مشكلة أو موضوع معين.
بالنسبة للعديد من ناخبى وناخبات ترامب، فإن الاعتقاد بأن الانتخابات قد سُرقت ليس مجرد موقف، أو انتماء حزبى. إنهم يعرفون أن شيئا شنيعا قد حدث ولكن لا يمكنهم بسهولة شرح كيف ولماذا. علاوة على ذلك، فإنهم يشعرون بالحيرة والغضب أحيانا لأن الآخرين لا يشعرون بالمثل.
قالت امرأة من ولاية ويسكونسن: «لا يمكننى حقا أن أضع يدى على الأمر، لكن هناك شيئا ما لا يبدو على ما يرام». وقال رجل من ولاية بنسلفانيا: «شيئا ما بخصوص هذا الموضوع لا يبدو صحيحا». وآخر من ولاية أريزونا قال: «لم تكن رائحتها (الانتخابات) جيدة».
التفاصيل الدقيقة للقصة تختلف ــ هل هوجو شافيز (رئيس فينزويلا السابق) هو الذى سرق الانتخابات؟ أم وكالة المخابرات المركزية؟ أو مقاولى الدفاع الإيطاليين؟، إلا أن مثل هذه الادعاءات الغريبة جعلت نظرية المؤامرة أكثر متانة. وبغض النظر عن المعقولية، كلما زادت الأسئلة التى أثيرت، زاد عدم ثقة ناخبى وناخبات ترامب فى النتائج الرسمية للانتخابات.
ربما يكون التمسك بالكذبة الكبرى هو نتاج لما حدث منذ سنوات. كلنا نتذكر أن ترامب بدأ فى نشر فكرة «تزوير» الانتخابات الأمريكية فى عام 2016 عندما اعتقد أنه سيخسر أمام المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، لذلك، اعتقد العديد ممن ينتمون للحزب الجمهورى اعتقادا راسخا أن الديمقراطيين كانوا سيسرقون الانتخابات إذا أتيحت لهم الفرصة. وعندما جاءت انتخابات 2020 ونشر ترامب مزاعمه (سرقة الانتخابات)، كان ناخبوه وناخباته مستعدين للتشكيك فى النتيجة.
بعض ناخبى وناخبات ترامب نظروا إلى الأرقام ولم يتمكنوا من فهمها. فكيف يصوت هذا العدد الكبير من الأشخاص لترامب فى عام 2020 مقارنة بعام 2016، ومع ذلك يخسر الانتخابات؟ قال رجل من ولاية كارولينا الشمالية، عندما سُئل عن سبب اعتقاده أن الانتخابات قد سُرقت: «كان هناك زيادة 10 ملايين صوت تقريبا لترامب فى هذه الانتخابات الأخيرة عما حصل عليه فى عام 2016. أنت تخبرنى أن جو بايدن حصل على هذا العدد الكبير؟!». وأضاف: «لقد ذهبت شخصيا إلى تجمعات ترامب التى كانت تملأ الملاعب، ولم يتمكن بايدن حتى من ملء مكتبة. هذا ليس صحيحا (خسارة ترامب). لا أصدق ذلك».
باختصار، أنصار دونالد ترامب يعتقدون أن الأصوات «انقلبت» فى يوم الانتخابات. ذهبوا إلى الفراش معتقدين أن مرشحهم قد ربح ثم استيقظوا على حقيقة مختلفة كانت بالنسبة لهم مذهلة ومريبة للغاية. قالت امرأة من جورجيا: «عندما ذهبت إلى الفراش، كان ترامب فى المقدمة ثم نهضت ولم يكن فى المقدمة. أعنى، هذا جنون».
قبل يوم الانتخابات بوقت طويل، حذرت وسائل الإعلام من «السراب الأحمر» ونبهت الشعب الأمريكى إلى احتمالية أن يكون لترامب تقدم كبير فى يوم الانتخابات إلا أن هذا التقدم قد يتبدد مع عد بطاقات الاقتراع عبر البريد. ولكن من كان يشاهد قناة فوكس نيوز، فمن المحتمل أنه لم يسمع أيا من هذا. بدلا من ذلك، كان ترامب وأنصاره من الساسة ووسائل الإعلام المحافظة يهيئون الناخبين والناخبات لرؤية مؤامرة. فترامب افترض أن غالبية بطاقات الاقتراع عبر البريد التى سيتم عدها فى وقت متأخر من الليل ستذهب إلى بايدن. لذا ادعى أن أوراق الاقتراع بالبريد هى عملية احتيال.
ومع ذلك، محاولات ضبط الأمور فى مسارها الصحيح تميل إلى نتائج عكسية. فعندما نخبر ناخبى وناخبات ترامب أن الانتخابات لم تتم سرقتها، فإن البعض منهم يعتبر ذلك دليلا على سرقتها. قالت امرأة من ولاية أريزونا: «أعتقد أن ما أقنعنى أكثر بأن الانتخابات قد تم سرقتها هو مدى قوتهم فى القول بأنها لم تكن كذلك».
فى كل الأحوال، هؤلاء الناخبون والناخبات ليسوا أشخاصا سيئين أو غير أذكياء. المشكلة هى أن الكذبة الكبرى (سرقة الانتخابات) جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية. إنهم يسمعون من الساسة المتحالفين مع ترامب، وأقرانهم من ذوى التفكير المماثل، ووسائل الإعلام المحافظة نفس الادعاءات الكاذبة وتتكرر بلا حدود.
خلاصة القول، الولايات المتحدة الآن فى مرحلة تتلخص فى أنه إذا كان المرء جمهوريا فإن ذلك يعنى تصديق الكذبة الكبرى. وطالما استمر الحزب الجمهورى فى الترويج للكذبة الكبرى والانغماس فيها، فسيظل هذا هو الحال.
آراء الجمهوريين والجمهوريات التى ذكرناها فى هذه السطور تخبرنا شيئا واحدا فقط، أنهم إذا صدقوا أن الانتخابات الرئاسية فى 2020 لم تسرق، فإن هذا الأمر لن يكون منطقيا!.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد

النص الأصلى:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved