وصية زعيم لبنانى على فراش الموت لابنه

فيس بوك
فيس بوك

آخر تحديث: الخميس 25 يوليه 2019 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

نشرت الكاتبة «بولا يعقوبيان» على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك مقالا جاء فيه:

ابنى الحبيب..
هأنذا اليوم على فراش الموت، وقد أفارق الحياة خلال أشهر أو أيام وربما ساعات، إلا أن بالى مشغول بمستقبلك ومستقبل العائلة من بعدى...
خلال أيام معدودة، سأترك لك العشرات بل المئات من العقارات والسيارات والأملاك وأموال تقدر بمئات ملايين الدولارات فى الداخل والخارج …
فأنا أمضيت أكثر من 25 عاما فى السلطة أعمل ليلا ونهارا فى نهب وسرقة اموال خزينة الدولة ودافعى الضرائب من اللبنانيين، ولا أخاف عليك من خسارة هذه الثروة، فأنت وإخوتك خريجى أغلى وأرقى مدارس وجامعات العالم، وتتمتعون بالعلم والخبرة الكافية للمحافظة عليها وإدارة شركات وأموال العائلة...
إلا أننى تركت لك يا بنى شيئا أكبر وأعظم من الشركات والأموال والعقارات، وإننى نادم أنى لم يتسن لى الوقت الكافى ﻷعلمك كيفية إدارته والحفاظ عليه.. ولم يتسن لى أن «أعلمك فنون وأصول النهب» ولكن خذها يا بنى مع الأيام القادمة...
لقد تركت لك يا بنى حزب سياسى كبير فى وطن الفساد، ومعه أكثر من 200 ألف رأس غنم سيبقونك فى السلطة عند كل مناسبة انتخابية وحزبية، ومستعدون للانتحار وإشعال البلد من أجل إصبعك الصغير، فواجبك يا بنى الحفاظ على هذه الأغنام...
تذكر يا بنى...
العدو الحقيقى ليس الخصم السياسى الذى تراه يهاجمنا ونهاجمه فى وسائل الإعلام والمنابر، فذاك الخصم هو حليفنا اﻷول ولدينا معه عشرات من المصالح الاقتصادية المتقاسمة والمشتركة الناجمة عن الفساد فى هذه الدولة...
تذكر يا بنى أن جميع اﻷزمات السياسية ليست سوى مسرحيات مُتفقٌ عليها مع خصمنا السياسى للحفاظ على أغنامنا وأغنامهم، وإخفاء فسادنا وفسادهم فى هذه الدولة...
يا بنى لا تترك أى مناسبة وطنية، محلية، قومية، عالمية أو دينية بدون أن تبرز عضلاتك السياسية فى وسائل الإعلام عبر تجييش اﻷغنام، وإن اضطررت أطلق بعض الشعارات الطائفية التقليدية...
وأطلق مع الشعارات الطائفية بعض الشعارات التى تدعو إلى إصلاح ومكافحة الفساد، ولكن إياك وتنفيذها، فنحن بحاجة للشعارات الرنانة للحفاظ على النظام الحالى، والفساد لمصالحنا الشخصية، والمشكلات الحياتية كأزمات الكهرباء والمياه والنفايات وحقوق المرأة لإلهاء الناس عن المشكلات الأساسية المنبثقة عنها...
العدو الحقيقى يا بنى هم هؤلاء الذين يريدون الإصلاح ومكافحة الفساد فى هذا الوطن، وعليك التصدى لهم بشتى الوسائل...
أرسل الزعران من خرافنا لتهديدهم والاعتداء عليهم جسديا، خونهم فى الوسائل الإعلامية التى تركتها لك من التليفزيون والراديو وصفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعى عبر نشر تقارير كاذبة عن عمالتهم لمخابرات خارجية لا تنوى إلا الشر فى لبنان، لفق لهم التهم أمام المحاكم الوطنية التى نتمتع بنفوذ واسع فيها...
احذر من أن تندم فى يوم لا ينفع فيه الندم، وتستفيق فيه الغنم فى لبنان على حقوقها ومسلسلات الفساد التى نخرجها، وتمسك بالنظام الطائفى فهو سلاحك الأخير الأوحد الناجح والأخير...
أسلمك أمانة وأوصيك أن تسلمها لأبنائك وأحفادك...
عشت وعاشت العائلة مع المذهب والذهب والدولار.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved