دموع سامية فهمي

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 9:19 ص بتوقيت القاهرة

 شاهدت الحلقات الأولى لبعض المسلسلات وأنا أعلم أن الانطباع الأول شىء مهم فى المتابعة من عدمها، لكنى أدرك أيضا أنه ربما تكون الحلقات الأولى ظالمة لنجومها.. فغالبا ما تكون مشاهدها تمهد للأحداث القادمة ويكون إيقاعها بطيئا، ولاحظت هذا فى بعض الأعمال وأرجأت التعبير عن انطباعى عنها.

ولكن جاءت المفاجأة الكبرى مع بداية أحداث مسلسل «حرب الجواسيس» من حيث الإيقاع المضبوط تماما والأداء المدروس والواعى، حيث بدت بطلته منة شلبى منطلقة ومتمكنة للغاية.. مندمجة لأقصى درجة فى الشخصية الصعبة التى اعتذر عنها نجمات كثيرات وخفن منها.

منة غاصت فى مشاعر وأحاسيس الفتاة التى يطاردها كابوس الخيابة وبأنها تورطت فى عملية جاسوسية.. كانت غير متيقنة تماما.. هى تورطت أم لا، هل تبلغ عما كشفته هو أحبها ولمسته أحاسيسها أم لا.. توترت. انتفض هدوءها وسكينتها ربما يدافع الوطنية.. ولم تنس أنها صحفية مصرية وابنة عسكرى شهيد، وبين كل هذه المشاعر المتناقضة جاءت دموع سامية فهمى.. يكتب فى مشهد ولا أروع صورة المخرج نادر جلال بإيقاع الطبيعة، كاد الأداء رمزا لنهضة تمثيلية لدى منة شلبى، بل واعتبر هذا المشهد هو «الماستر سين» لأحداث الطلقات الأولى لمعظم المسلسلات التى شاهدتها، ويبدو أننا سوف نرى مثل هذا المشهد كثيرا مع منة شلبى فى حرب الجواسيس. لأنها أخذت الشخصية من الداخل وتجسد ملامحها من العمق.. أيضا نظرة عينيها الحائرة والغائرة فى عالمها وكأنها تمثل لكل شىء حولها.. للمكان والزمان والإنسان..

وبالقطع جاء «هشام سليم» ضابط المخابرات بأدائه الهادى المتميز ليمهد الطريق لتبرع منة شلبى لتقتحم حياة سامية فهمى.. وبجدية كاملة تعترف وتبوح بما تشعر به من هواجس وكوابيس وأحلام.. وهى لحظات صعبة تحتاج لدويتو له خبرة كبيرة.. دويتو يخلع رداء الإنسانية فى مثل هذه المشاهد كل منهما يشعر أن حالة الأفضل متوقف على تألق الآخر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved