منتج أمريكى لفيلم «محمد»

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الثلاثاء 25 ديسمبر 2012 - 8:10 ص بتوقيت القاهرة

أعلنت إحدى الشركات القطرية القابضة عن توفير موازنة قدرها مليار دولار لانتاج فيلم يروى سيرة النبى محمد «ص» على سبعة اجزاء، الرقم يدعو للدهشة.. لكن الذى توقفت أمامه أكثر هو أن الفيلم سينتجه بارى اوزبورن أحد أكبر منتجى هوليوود وصاحب سلسلتى افلام سيد الخواتم وماتريكس والسؤال هو كيف تجمع الشركة القطرية تلك الاموال من اجل هدف نبيل وهو تصحيح الصورة السيئة التى تكونت لدى المجتمعات الغربية عن الاسلام ورسوله لتلقى بها فى حجر المنتج الامريكى ليتحكم فى رؤية ومصير وهوية تنفيذ هذا العمل؟! حتى وان طرح اوزبورن بانه يسعى الى طرح المعنى الحقيقى للاسلام وان الفيلم سيراعى بعض الجوانب ومنها عدم تجسيد شخصية الرسول.

 

الامر الاخر هو ان الشيخ القرضاوى سيكون مستشارا فنيا للمشروع، اى سيشرف على مراجعة مضمون العمل والتدقيق فى كافة مراحل السيناريو. ونحن لا نشكك فى قيمة وفكر الشيخ لكن كان الاولى ان يحتكم اصحاب المشروع للجنة تضم العديد من علماء الدين والسيرة النبوية والشريعة فى ارجاء الوطن العربى، ليصنعوا النقاط الاساسية وفق رؤية توافقية مستنيرة وقبل كتابة سيناريو وحوار العمل الضخم حتى يصيب الهدف فى ايران يجرى حاليا تصوير فيلم سينمائى عن سيدنا محمد، وخلال زيارتى لطهران الشهر الماضى طلبت ان ألتقى مخرج الفيلم او احد صناعه ولكن باءت محاولاتى بالفشل وكان المسئولون هناك تعمدوا ألا يحدث هذا اللقاء حتى لا نعرف شيئا عن هذا الفيلم ووفق اى منهج فكر ودينى يقدمونه، وما المرجعيات التى اعتمدوا عليها. واذا كان السينمائيون فى ايران فى مواجهة حاسمة مع الغرب الصهيونى ــ على حسب تعبيرهم ــ وإيقانهم أنه يشوه الاسلام والمسلمين والرسول محمد عن عمد، وفى الفيلم الاخير ــ براءه الاسلام ــ عظة وعبرة فلماذا تلجا قطر الى المنتج السينمائى الهوليوودى ليتولى تنفيذ فيلم محمد ولماذا لم تكن صناعة العمل ذا المليار دولار عربية خالصة فنحن فى النهاية لا نعرف على وجه الدقة ما هى أهداف اوزبورن صاحب السلاسل الشهير ولماذا أبدى حماسا كبيرا للإشراف على إنتاج الفيلم؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved