التعاون العسكرى بين البلطيق والولايات المتحدة فى الخليج

العالم يفكر
العالم يفكر

آخر تحديث: الأربعاء 26 فبراير 2014 - 5:45 ص بتوقيت القاهرة

كتب الباحث لوك كوفى تقريرا نشر على موقع مؤسسة هيريتدج الأمريكية عما حدث خلال السنوات الأخيرة من تعاون عسكرى بين دول البلطيق والولايات المتحدة الأمريكية. حيث ساهمت دول البلطيق الثلاث ليتوانيا، استونيا ولاتفيا ــ إلى حد كبير فى العمليات العسكرية فى الخارج، خاصة فى أفغانستان. وعلى الرغم من صغر حجم هذه الدول، فإنها أبدت استعدادها للمساهمة فى حلف شمال الأطلسى، وأظهرت الإرادة السياسية، لنشر جيوشها فى الخارج وهو الامر الذى لا يزال غائبا فى معظم الدول الأوروبية. ومع قرب انتهاء العمليات العسكرية فى أفغانستان من المتوقع انخفاض التعاون العسكرى بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول البلطيق مما يمثل مصدر قلق لهذه الدول. وتعمل الولايات المتحدة مع شركائها فى منطقة البلطيق لإيجاد مجالات جديدة للتعاون العسكرى، ويعتبر الأمن البحرى فى منطقة الخليج هو أحد المجالات، التى ينبغى النظر فيها. ثم أوضح الباحث النقاط التالية:

• فرقة العمل المشتركة 52 (CTF-52) للكشف عن الألغام وأمن الخليج

أعربت دول البلطيق عن رغبتها فى المشاركة بقوة الـ CTF-52.. مهمتها الرئيسية هى مكافحة الألغام فى الخليج الفارسى، وقد تلعب دورا حيويا فى الحفاظ على حركة الملاحة فى مضيق هرمز فى حال وقوع حرب مع إيران. لهذه المهمة اهمية كبيرة، بسبب كون مضيق هرمز إحدى نقاط الاختناق البحرية الأكثر أهمية فى العالم.

• القدرة الإيرانية ونواياها

إن النشاط الإيرانى البحرى فى الخليج الفارسى هو من مسئولية الحرس الثورى الإسلامى، فى سلاح البحرية (IRGC-N) تحت القيادة المباشرة للقائد الأعلى. كما أن البحرية الإيرانية التقليدية لا تعمل عادة فى الخليج. وهددت ايران بـ«إغلاق» مضيق هرمز فى حال وقوع أزمة فى المنطقة، لكن على الأغلب إيران لا تملك القدرة العسكرية الكافية لإغلاق المضيق بشكل كامل أمام حركة المرور البحرى لأن ذلك من شأنه إحداث سلسلة من الكوارث التى ستأثر سلبا على قدرات البحرية الإيرانية فى المنطقة. ولكن من ناحية أخرى، إيران لديها القدرة على تعطيل حركة الملاحة البحرية فى المنطقة مؤقتا، مما قد يؤدى إلى ارتفاع حاد فى أسعار النفط وتصاعد الأمر إلى صراع إقليمى أكبر. وهذا بالتحديد ما ينبغى على الولايات المتحدة وحلفائها الاستعداد له.

• مساهمة البلطيق

دول البلطيق تملك خبرة واسعة فى التعامل مع الألغام والذخائر الأخرى غير المتفجرة. وتقدر البحرية الليتوانية وجود حوالى 200.000 من الالغام والطوربيدات والصواريخ والذخائر وغيرها ببحر البلطيق، التى أطلقت للاختبار والتمارين فى الفترة بين الثورة الروسية والحرب العالمية الثانية. كحل لهذه المشكلة، قامت دول البلطيق بخلق سرب البحرية المكون من عدة سفن مزودة بتدابير مضادة للألغام (MCMV).

• فرصة الولايات المتحدة

إذا كانت دول البلطيق قادرة وعلى استعداد للمساهمة فى حفظ أمن الخليج، فعلى الولايات المتحدة ألا تغلق الباب أمام هذه الفرصة. بل يتعين عليها، مساعدة دول البلطيق للانتشار فى الخليج. ومع استعداد دول البلطيق للمشاركة فى الإرادة السياسية وفى CTF -52، يجب على الولايات المتحدة توفير الموارد الأزمة والتدريب الذى يجعل مشاركتهم حقيقة واقعة. لأن المشاركة فى CTF -52 يمثل إسهاما مهما فى الأمن البحرى لواحدة من أهم مناطق الملاحة فى العالم. وعلى الولايات المتحدة ايضا أن ترحب برغبة دول البلطيق فى المساهمة فى الأمن العالمى. وبالفعل فى هذا الاطار، قدمت دول البلطيق مثالا يحتذى به للآخرين فى حلف شمال الاطلسى. ولذلك ينبغى على الولايات المتحدة الترحيب بذلك علنا والثناء عليه. وأخيرا، يجب الاستفادة من العلاقة الخاصة بين أمريكا وبريطانيا فى دول البلطيق، حيث سيكون عملهم معا أكثر فعالية فى مجال الأمن عبر الأطلسى. ولأسباب تاريخية، تملك بريطانيا علاقات وثيقة مع دول البلطيق، على الولايات المتحدة الاستفادة منها.

• الرغبة والحرص

تساهم دول البلطيق الثلاث بمستوى أعلى من البلدان الأوروبية الأخرى فيما يتعلق بالعمليات العسكرية التى يقودها حلف الاطلسى، بهدف النظر إليهم باعتبارهم «مساهمين» وليس «مستهلكين،» للأمن. وبإظهار استعدادهم للمشاركة فى CTF-52، فقد أعلنوا رغبتهم السياسية للمساهمة فى الأمن العالمى خارج منطقة البلطيق. كما أن الانضمام إلى بعثة الأمن البحرى فى الخليج، سوف تعود بالنفع على دول البلطيق، وتخلق مجال جديد للتركيز على التعاون الأمنى ​​بين الولايات المتحدة ودول البلطيق فى عالم ما بعد الحرب فى أفغانستان، وستساهم بشكل كبير فى الأمن الإقليمى والرفاهة الاقتصادية لواحدة من نقاط العبور الرئيسية فى العالم. المؤكد أن دول البلطيق حريصة على مواصلة المساهمة فى بعثات الأمن الدولية، وستكون فرصة ضائعة إذا فشلت الولايات المتحدة فى العمل معهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved