خواطر مسافر زاده الخيال

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: السبت 26 مارس 2016 - 12:05 م بتوقيت القاهرة

لازمتنى دائما عادة محاولة رصد التباين بين ما نعيشه فى بلادنا من أحوال وما تسمح به إقامتى فى بلاد أخرى أثناء السفر. أحرص دائما على الموضوعية وإن كنت لا أنكر بعضا من التحيز لأى ظاهرة إيجابية تطل على استحياء فى نهارات المحروسة متى وجدتها مصادفة. فخلال إقامة قصيرة فى دبى يمكنك أن تتبين أن بها عددًا كافيًا من المستشفيات كاملة التجهيزات بل إن هناك نظاما للتأمين الصحى يغطى تماما احتياجات المواطن الإماراتى وليس المقيم مهما طالت مدة إقامته فى البلاد.

المقيم لظروف العمل يخضع لنظام تأمين صحى يتبع إدارة عمله. رغم الحديث عن كفاءة تجهيزات المستشفيات تظل هناك بعض الأحاديث الجانبية عن كفاءة الأطباء «غالبيتهم من الهنود»، أيضا عن نقص بعض التخصصات وعن ظاهرة سفر أهل الإمارات للعلاج فى الخارج خاصة الولايات المتحدة ودول أوروبا.

القانون فى الإمارات يحكم طريقة الحصول على الأدوية بصرامة لا تقل عن دول العالم المتقدم فلا دواء بدون تذكرة طبية معتمدة وإن كانت أسعار الأدوية لا سبيل لمقارنتها بأسعار الأدوية فى مصر الأمر الذى معه يحرص كل المصريين على العودة بكل ما يحتاجون إليه احتياطيا إثر كل إجازة يقضونها فى مصر.

القانون أيضا فرض هذا الاسبوع فى الإمارات ألا يسمح لأي سيدة حامل ارتياد المقاهى التى تقدم لزبائنها الشيشة. فى الإمارات العربية سبعون منها مرخص لها بتقديم الشيشة التى تخضخ أيضا لقانون خاص لا يسمح بتقديمها لمن هم أقل من عشرين سنة وتجبر المقاهى على الإعلان عن خطرها بملصق على الباب يشير إلى أن تدخين الشيشة إنما هو اختيار المدخن وليس المقهى.

احترام القانون هو الفارق بين الذى تشعر به ولا تراه فى الإمارات بينما ترى كل سوءاته فى مصر: بالطبع أقصد أن ما نحن فيه يرجع إلى عدم التزامنا بالقانون رغم أن حضارتنا تشهد منذ أيام حمورابى أننا أول من سن للحياة اليومية قانونا لكن يبدو أننا نصوغ القوانين ونحتفل بنشرها فى الجريدة الرسمية للدولة المصرية الموجهة للأموات بينما الأحياء يتحشدون كل مساء لمتابعة برامج »التوك شو» الحرة فهم ينعمون «بالأنفاس» على أنواعها فى جو عائلى بحضور الزوجات والأطفال.

وعلى ذكر الإعلام والشىء بالشىء يذكر: اتصلت هذا الأسبوع السيدة زوجة حاكم الإمارات هند المكتوم بمدير تليفزيون دبى معلقة عن استيائها من إذاعة برنامج رأت أنه يسىء إلى قيم المواطن الإماراتى «الراقى». رغم أنها حمدت الله سبحانه أنه لم يشارك فيه أى من شباب وشابات الإمارات. اعترضت على الأسلوب التافه والفكرة السخيفة المذلة لمن اشتركوا فى البرنامج سعيا وراء المال والشهرة بحسب تعبيرها بعد أن أضافت: «رغم علمنا جميعا أن تلك البرامج كلها معدة مسبقا ولا مكان فيها للصدق».

أوقف برنامج »الملكة» بعد الحلقة الأولى التى تكلفت 6 ملايين دولار تقاضت منها »أحلام» مطربة الخليج المتضخمة الذات ثلاثة. لأن زوجة الحاكم رأت أن هذا لا يليق بتليفزيون «دبى» وأهلها وقد لقى حديثها رضا عاما وتأييدا بلا حدود. تلك هى العدوى الوحيدة التى تمنيت أن تنتقل من الإمارات إلينا.

فقد تزايد عدد «الملوك والملكات « فى الإعلام المصرى بصورة غير مسبوقة. علها خواطر مسافر زاده الخيال.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved