الحرب الباردة مع الصين أودت بحياة الأمريكيين

صحافة عالمية
صحافة عالمية

آخر تحديث: الخميس 26 مارس 2020 - 10:35 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة Reader مقالا للكاتب «ماكس بلومينتال» تناول فيه تركيز الولايات المتحدة على معاداة الصين وفرض العقوبات عليها واهتمامها بزيادة التسليح العسكرى وقت تفشى وباء كورونا فى الولايات المتحدة وفشل النظام الصحى فى التعامل معه.. نعرض منه ما يلى.

19 مارس 2020، كان علامة فارقة للصين أعلنت فيها يومها الأول بدون حالة إصابة جديدة. طوال الأزمة أثنت منظمة الصحة العالمية على إجراءات الحكومة الصينية فى التصدى للوباء وأشاد مسئولون بالمنظمة عند زيارتهم للصين بالإحساس الهائل بالمسئولية بين أفراد الشعب فى محاربة الوباء. لا يمكن إنكار أن الصين فى البداية حاولت إنكار وجود المرض، ولكنها بعد وقت قصير أعلنت عن وجوده وقدمت وتبادلت معلومات عن الفيروس مع المجتمع الدولى.. ولكن فى خضم هذا اختارت الولايات المتحدة الصراع بدلا من التعاون.
بمجرد وصول أخبار انتشار الفيروس إلى الغرب بدأوا فى انتقاد رد فعل الصين العدوانى وسخروا من الجهود المبذولة... وأشار ترامب إلى الفيروس باسم «فيروس الصين» فى ظل التقاعس لأسابيع عن اتخاذ إجراءات جادة بشأن منع انتشاره. وبعدها أعلن فى 22 يناير أنهم يسيطرون بالكامل على الأمر وبعدها بشهر ادعى بدون أى دليل أن من أصيبوا بالفيروس يتحسنون. مع انفجار المرض فى الولايات المتحدة فى 14 مارس، ظل تعامل الولايات المتحدة مع الأمر سطحيا، فعلى سبيل المثال حثت محاورة قناة CNN «دانا باش» مرشحى الرئاسة باقتراح العواقب التى يجب أن تواجهها الصين بالنسبة لانتشار الفيروس بدلا من المناداة بالتعلم من الطريقة التى واجهت بها الصين انتشار الفيروس. وما حدث هو قيام الطبقة السياسية ــ من الحزبين ــ باستغلال الجائحة لتصعيد العداء ضد الصين.
على مدى العقود السبعة الماضية، عملت الولايات المتحدة على تطويق الصين. فسياسة أوباما «التحول نحو آسيا» وتوجه ثلثى القوات البحرية الأمريكية نحو آسيا كانت مصممة لاحتواء الصين مما مهد لحرب باردة جديدة. عززت هذه الاستراتيجية عقيدة الدفاع الوطنى لترامب الذى وضع فيها رسميا أولويات البنتاجون لتكون «منافسة القوى العظمى» الصين وروسيا.
جائحة الكورونا كشفت أكثر من أى حدث آخر عن جذور الإمبراطورية الأمريكية المتعفنة وبدأت تحصد خسائره. بحلول 19 مارس، اليوم الذى أعلنت فيه الصين انتصارها على الفيروس، حققت الولايات المتحدة أرقاما قياسية من نوع آخر؛ أكبر زيادة فى أعداد الوفيات والإصابات فى يوم واحد مقارنة بأى دولة أخرى فى العالم. كما أعلن طبيب فى أحد مستشفيات بروكلين نقص المعدات اللازمة مع إصابة نصف طاقم المستشفى بالمرض ووجود 17 جهاز تنفس صناعيا فقط فى المستشفى.
فى المستشفيات، اضطر الأطباء إلى تصميم أقنعتهم الخاصة، أو ببساطة ارتداء «وشاح الرأس» على وجوههم. كان الأطباء بحاجة ماسة إلى أقنعة التنفس N95 التى تعمل على تصفية الهواء لحماية أنفسهم من العدوى أثناء علاجهم للمرضى. واقترحت إدارة ترامب العمل بقانون الإنتاج الدفاعى، وهو قانون يمكنها من إجبار الشركات الأمريكية على إنتاج المنتجات التى هى فى حاجة إليها، ولكن ترامب رفض تنفيذه على أساس أن القيام بذلك سيشابه الاشتراكية الفنزويلية.
بينما انتظر الأطباء بلا فائدة أقنعة N95، أوضحت مجموعة تضم 130 عضوًا فى الكونغرس أولوياتهم الحقيقية عندما أطلقوا دعوة لزيادة كبيرة فى أعداد طائرات Fــ35. كتب المشرعون فى رسالة بتاريخ 19 مارس إلى البنتاجون يطالبون فيها بـ98 مقاتلة جديدة بتكلفة 94 مليون دولار لإبقاء طائرة Fــ35 فى مواجهة الأعداء.
فى الصين من المحتمل أن يتحسن نظام فحص فيروس كورونا بفضل اختبار مبتكر يمكن تطبيقه فى المطارات، والذى يعطى نتائج فى غضون 40 دقيقة فقط. من قام بهذا الابتكار هو ويهونج تان الذى كان أستاذًا فى مختبر أبحاث السرطان بجامعة فلوريدا حتى العام الماضى حتى استهدفته وزارة العدل وتحقيقات الحكومة الأمريكية المهووسة بفكرة الحرب الباردة مدعيين أن الصين تمول قسم أبحاثه، إلى أن عاد ويهونج تان إلى جامعة هونان حيث وجد دعما حكوميا كبيرا لأبحاثه المنقذة للحياة.
فى ظل نظام الرعاية الصحية الأمريكى الذى دمرته الجائحة فى مرحلتها الأولى فقط، جلست الولايات المتحدة تشاهد الصين وهى تشرع فى أكبر مهمة إنسانية دولية فى العصر الحديث. شكرت رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لين» الصين على تبرعها بمليونى قناع جراحى، و200 ألف قناع N95، و50 ألف أدوات اختبار لأكثر المناطق المتضررة فى أوروبا. بعدما استلم رئيس صربيا المساعدات الصينية، اتهم الاتحاد الأوروبى بتخليه عنهم وقال إن الاتحاد هو قصة خيالية والدولة الوحيدة التى يمكن أن تساعدهم هى الصين.
وبينما ترسل الصين وكوبا المساعدات لدول العالم، أمريكا منشغلة بفرض العقوبات الدولية وإظهار قدراتها العسكرية. فقامت بتسليح فيروس كورونا لتطبيق سياستها فى الضغط الأقصى على حكومة إيران والتى يقترب فيها عدد القتلى من 2000 شخص. فى مؤتمر صحفى عقد فى 18 مارس، تعهد مايك بومبيو بتكثيف العقوبات على إيران على الرغم من أن العقوبات الأمريكية تمنع وصول الأدوية وأجهزة التنفس إليهم. وفى فنزويلا، زادت العقوبات الأمريكية من تكلفة اختبار فيروس كورونا إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالدول الأخرى.
بينما ينتشر الوباء، نزل طلاب الجامعات على شواطئ جنوب فلوريدا لقضاء عطلة الربيع ودافع الحاكم الجمهورى للولاية، رون ديسانتيس، عن القرار بإبقاء الشواطئ مفتوحة لطالما أن الناس يتجولون فى مسافة ستة أمتار عن بعضهم البعض.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved