الإنسان والأوجه الثلاثة للدين

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: الأحد 26 مايو 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

للدين ثلاثة أوجه مرتبطة بعضها ببعض لأنها معا تُكَون الضمير الدينى للإنسان وإذا انفصل أحد هذه الأوجه أو أخذ مرتبة أعلى أو اهتماما أكثر من الآخرين تسبب فى خلل جسيم للضمير الدينى للإنسان وهذه الأوجه الثلاثة هى 1) الإيمان، 2) الاعتقاد أو العقيدة، 3) الدين.

 

ـ الإيمان: هو العلاقة الشخصية الحميمة بين الإنسان وربه وفيه يسلم الإنسان حياته لله فى ثقة كاملة ويعترف بالوحى الإلهى والعقائد الرئيسية.

 

ـ العقيدة: هى ترجمة كل ما أوحى به الله فى مجموعة عقائد ثابتة لا تتغير ولا تتبدل وأساسية لإيمان الإنسان بالله وبغيرها لا يكون الإنسان على إيمان قويم.

 

ـ أما الدين أو التدين فهو الطاعة والخضوع لمجموعة من القواعد والممارسات العبادية يمارسها المرء وحده وأيضا فى إطار الجماعة التى تدين بنفس دينه وتمارس نفس الممارسات العبادية والطقوس والصلوات والأدعية وكثيرا ما تدخل فيها العبادات التقوية المستقاة من البيئة والتقاليد الاجتماعية.

 

فالمؤمن الحق صاحب الضمير الدينى هو الذى يعيش هذه الأوجه الثلاثة بتوازن متساوٍ لكن الخلل يأتى عندما يلخص الشخص الإيمان فى مجموعة ممارسات أو شعائر دون الاهتمام فى تعميق العلاقة الشخصية والحميمة مع الله تعالى، أو يتمسك مثلا الإنسان ببعض العقائد ويترك الأخرى ويدعى أنه متدين دون أن يربى أو يثقف إيمانه بتلك العقائد فتكون النتيجة إما أمانٌ هش أو إيمان متعصب متطرف لأنه لا يعرف صحيح الدين فى وسطيته أو أن يقول أنا أؤمن بالله ولكن العقائد لا تهمنى كثيرا والشعائر والممارسات الدينية لا تعنى لى شيئا.

 

من الضرورى أن يقوم رجال الدين والعلماء فى إرشاد وتوجيه رعاياهم فى كيفية التوازن الصحيح بين تلك الأوجه الثلاثة للدين حتى يكون للإنسان ضمير دينى حى يعيشه الإنسان فى واقعه اليومى فى ألفة ومحبة وانسجام مع ربه ومع ذاته ومع الآخرين ويقوده بسلام إلى اليوم الآخر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved