هذا ما يفترض أن يقوله مرسى اليوم

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأربعاء 26 يونيو 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

هل وصلنا فعلا إلى نقطة اللاعودة، ونسير فعلا باتجاه محرقة كبرى، أم أن هناك فرصة أن ينتصر صوت العقل قبل يوم الأحد المقبل؟!.

 

كتبنا وكتب غيرنا عن توصيف الأزمة، التى لا تحتاج إلى مزيد من شرح، فالجميع يشعر بها ليل نهار، بل ويتنفسها، وبالتالى فالطبيعى أن ننشغل بالبحث عن حل.

 

من يملك أن ينقذ مصر من الكارثة التى تسير إليها بخطى سريعة؟!.

 

كثيرون، فى الرئاسة والحكومة والمعارضة والمجتمع المدنى، لكن دور كل منهم مختلف.

 

الدور الأكبر يتحمله الرئيس محمد مرسى وأمامه وهو يتحدث اليوم للشعب مقدما كشف حساب عامه الأول أكثر من خيار.

 

الأول أن يتحدث باعتبار أن مصر تعيش أفضل مراحل حياتها، لأن الذى يحكمها رئيس مسلم مؤمن يؤدى الصلوات فى أوقاتها ويخشى الله وكلها صفات طيبة وأن المشاكل القليلة سببها المعارضة المنفلتة والفلول والمؤامرات المدعومة خارجيا.

 

الخيار الثانى أن يتحلى بالشجاعة، ويؤكد أنه حسن النية وأنه جرب كثيرا وأصاب وأخطأ، وأنه اكتشف أن مشاكل مصر أكبر كثيرا مما كان يظن هو وجماعته، ولذلك قرر تغيير دفة الأمور تماما والاجتماع مع سائر قوى المجتمع لمناقشة كل القضايا دفعة واحدة تحت شعار «مشاركة لا مغالبة» فعلا، وإثباتا لحسن نواياه، فقد قرر إقالة النائب العام فورا، وتعيين حكومة إنقاذ وطنى بصلاحيات حقيقية، ووقف «تكويش» الجماعة على مفاصل البلد وإصلاح علاقات مصر المتدهورة مع الخارج، والنظر فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة طالما أنه يشعر بأنه لايزال يتمتع بثقة غالبية الشعب.

 

الخيار الأول معروف أنه كارثى وسيقود إلى المحرقة، والثانى جرىء ويحتاج إلى شجاعة استثنائية شعارها ليس فقط تغليب مصلحة الوطن، بل أيضا النظر إلى مصلحة الجماعة من منظور أوسع، لأن الخيار الأول سيعمق من انعزال الجماعة عن كل المجتمع، وربما يضعها فى مغامرة قد تعصف بكل التنظيم الذى بذلوا جهدا ووقتا ومالا وأنفس حتى يصلوا به إلى هذه الدرجة.

 

هناك بالطبع خيار ثالث لا يقل كارثية عن الخيار الأول، وهو أن يتحدث عن الأخطاء بصورة عامة مع وعود فضفاضة عن الحلول والمستقبل، ودعوات بلا التزامات عن لقاءات مع المعارضة، مثلما تم فى الشهور الماضية.

 

يفترض أن يكون مستشارو الرئيس على دراية أن سيناريوهات مثل نوفمبر أو مارس 1954، أو مايو 1971 قد عفا عليها الزمن، أو على الأقل لم تعد صالحة تماما لأن منطق العصر قد تغير.

 

صارت هناك كتل واسعة من المواطنين تقرأ وتعرف وانكسر داخلها حاجز الخوف.

 

فى يد الرئيس محمد مرسى أن ينقذ مصر من مستقبل مجهول، إذا تعامل فى خطابه الليلة باعتباره رئيسا لكل المصريين، وإذا حدث العكس لا قدر الله فلا يلوم الإخوان إلا أنفسهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved