عمرو وردة.. والوقوع في المصيدة!

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأربعاء 26 يونيو 2019 - 11:00 م بتوقيت القاهرة

سألت بعض الأصدقاء ممن أثق فى رأيهم، هل أكتب عن موضوع استبعاد عمرو وردة نجم هجوم المنتخب الوطنى لكرة القدم، من معسكر المنتخب، بسبب ما يتردد عن مخالفات جسيمة تتعلق بعدم الانضباط السلوكى، أم أنه سيتم تفسير كلامى وكأننى أعظ بعد أن تم استبعاد اللاعب؟!.

لمن لا يعرف القصة فإن وردة الذى يلعب محترفا فى فريق باوك اليونانى، وأحد نجوم خط هجوم منتخبنا الوطنى، ترددت تقارير أن له «نشاطا نسائيا نشيطا» على وسائل التواصل الاجتماعى؛ حيث سربت فتاة مصرية تقيم بالخارج محادثة قالت بينها وبين اللاعب تكشف قيامه بالتحرش بها، وأن لاعبين آخرين بالمنتخب شاركوه الأمر.

هذه القصة تم احتواؤها، خصوصا بعدما تبين أن بقية اللاعبين لم يكونوا مشاركين فيها، ويبدو أنه تم «شد ودن» وردة، لكن المفاجأة ظهرت صباح أمس الأربعاء، حينما بثت فتاة مكسيكية، لفيديو فاضح وخادش للحياء بينها وبين وردة.

لا أعرف مدى صحة هذا الفيديو الذى يقول وردة إنه مفبرك ــ خصوصا أن توقيته مريب ووقائعه قديمة ــ، لكن اتحاد الكرة والجهاز الفنى للمنتخب قرر استبعاد عمرو وردة من المنتخب صباح أمس، ويقال إن اللاعب غادر المعسكر فعلا، الذى كان يستعد لمقابلة الكونغو فى ثانى مبارياته ببطولة الأمم الإفريقية التى تستضيفها مصر.

هذه هى الوقائع التى نشرتها وسائل الإعلام فى الأيام الأربعة الماضية لا أريد أن أبدو واعظا ومبشرا وخطيبا بأثر رجعى، وأشارك فى «ذبح اللاعب» الذى «وقع وكثرت سكاكينه»، لكن فى المقابل أريد أن أركز على جوانب أخرى قد تكون مهمة خصوصا للشباب صغير السن الذى يحلم بأن يكون لاعبا كبيرا ومحترفا ونجما فى صفوف المنتخب الوطنى أو حتى مجرد مشجع أو إنسان محترم.

لو صحت وقائع اتهام وتورط عمرو وردة فهو خبر سيئ ومحبط، لأن لاعبا بحجمه يمثل قدوة للكثيرين. وملايين المصريين يجلسون أمام شاشات التلفاز يشجعون هذا اللاعب وزملاءه لتحقيق الفوز فى المباريات المختلفة، وبالتالى فمن جانب أخلاقى بحت، فإن قرار استبعاده من المنتخب صحيح ومهم وسليم جدا وأؤيده بشدة، ولو أن اللاعب استمر فى المعسكر، حتى ولو لم يشارك فى المباريات، كان سيبعث برسالة واحدة إلى الجميع خصوصا الشباب وهى: إن من حق أى شخص أن يعبث ويهلس ويتحرش ويفسد، ويظهر عاريا فى وسائل التواصل الاجتماعى، من دون أن يتم عقابه.

ربما كان وردة لاعبا موهوبا، وربما غيابه، قد يؤثر على مستوى أداء المنتخب بصورة أو بأخرى، لكن ثمن بقائه فى الفريق كان سيصبح أسوأ كثيرا من غيابه.

يفترض أن أحد أهداف ممارسة الرياضة، هى الارتقاء بالأخلاق والمنافسات الشريفة، وخلق نماذج تكون قدوة لبقية الناس خصوصا الشباب، وبالتالى فإن مسألة الردع تبدو فى غاية الأهمية وتعلو غيرها من الاعتبارات.

أتذكر أن إدارة النادى الأهلى وربما أندية أخرى اتخذت قرارات رادعة بحق العديد من النجوم فى أوقات سابقة، وقتها كان الأهلى فى أمس الحاجة لهؤلاء النجوم، خصوصا أنه فى إحداها كان سيقابل الزمالك، ويومها لعب الأهلى بالناشئين، وأظن فاز بثلاثة أهداف نظيفة، لكن فوزه الأكبر وقتها كان هو الأخلاق، أقول ذلك وأنا أشجع الزمالك، لكن هذا الدرس وصل إلى الجميع، أن الأخلاق والانضباط والسلوك يتقدم على الحرفنة والنجومية، وربما أن هذا النوع المنضبط من الإدارة هو الذى يميز الأهلى عن كثير من الأندية.

المسألة الأهم فى موضوع عمرو وردة هو أن نجوم هذه الأيام كان الله فى عونهم، هم صغار فى السن ويحصلون على أموال ضخمة جدا، والمغريات حولهم كثيرة، خصوصا من الفتيات الجميلات، إضافة إلى إغراءات النجومية والشهرة التى تطاردهم ليل نهار، أمثال هؤلاء اللاعبين يحتاجون إلى رعاية مستمرة من أنديتهم وأسرهم وأصدقائهم ومحبيهم، حتى لا يقعوا فى نفس الفخاخ، التى وقع فيها نجوم كبار وجدوا أنفسهم سيدخلون السجن بسببها، نتذكر أن المنتخب الفرنسى استبعد نجمه كريم بنزيمه لسبب مشابه وهناك نجوم عالميون كبار متهمون بالتحرش بل والاغتصاب مثل نيمار ورونالدو وقبله فرانك ريبرى.

السؤال هل يمكن أن تكون هناك إدارات مختصة فى الأندية أو المنتخبات لمتابعة الحالة السلوكية للاعبين وضمان ألا تزل أقدامهم فى مثل هذه السقطات؟!

الموضوع ليس سهلا، خصوصا فى ظل وسائل التواصل الاجتماعى التى صارت المصيدة التى يقع فيها غالبية المشاهير؟!.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved