ما ينتظر أفغانستان من دمار بعد الانسحاب الأمريكى

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الإثنين 28 يونيو 2021 - 5:54 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Defense One تقريرا مختصرا يعرض فيه تحليل الصحف ووكالات الأنباء المختلفة للتهديدات التي ستواجه أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي... نعرض منه ما يلي.

يتبقى 76 يوما على مهمة ترك الجيش الأمريكي لأفغانستان ما لم يحدث تغيرات في الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية في 11 سبتمبر الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعدما وعد بإخراج أمريكا من مستنقع الحروب الأبدية. وحرب أفغانستان هي الحرب الأطول التي شهدتها أمريكا، والتي بدأت منذ حوالي 19 عاما و8 أشهر.

180 يوم، هو رقم آخر مهم. وهو الرقم الذي توصل إليه مجتمع الاستخبارات الأمريكي الأسبوع الماضي والذي يتنبأ بانهيار الحكومة الأفغانية بعد ستة أشهر من اكتمال الانسحاب الأمريكي وفقا لمقال نشرته صحيفة وال ستريت.. هذا يختلف عن التقديرات السابقة للمخابرات الأمريكية التي تنبأت بانهيار الحكومة بعد عامين من الانسحاب. فجاء اجتياح طالبان لشمال أفغانستان الأسبوع الماضي وسيطرتها على عشرات المناطق والمدن الرئيسية مع استسلام قوات الأمن الأفغانية دون قتال تاركة ما لديها من أسلحة أمريكية للمتمردين ليقلب الحسابات.

الاجتماع الذي أجرى يوم الجمعة الماضي بين الرئيس الأفغاني أشرف غني وبايدن في البيت الأبيض يدل على أن الولايات المتحدة لن تترك أفغانستان بعد الانسحاب حتى لا تتحول أفغانستان مرة أخرى إلى ملاذ آمن للإرهابيين، ولكن السؤال الأهم هو كيف يمكن لأمريكا أن تراقب المؤامرات الإرهابية لضرب الأراضي الأمريكية دون وجود أشخاص على الأرض؟ قالت الكاتبة جاكلين فيلدشر على موقع Defense One أن مسؤولي الدفاع أبلغوا الكونجرس الشهر الماضي أنهم ليس لديهم خطة لجمع المعلومات الاستخباراتية بعد الانسحاب، وما زالوا يعملون لتأمين اتفاقيات مع الدول المجاورة إما للسماح بالتحليق في سمائهم أو استضافة الأصول الأمريكية.

وفي خضم الكثير من الضغوطات على الولايات المتحدة، صرح بايدن الخميس الماضي، أن أمريكا لن تتخلى عن الأفغانيين الذين ساعدوها. كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز، فأمريكا تستعد لنقل المترجمين والمدنيين الأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية إلى دول ثالثة حتى يتم إعطائهم التأشيرات لدخول الولايات المتحدة. ورفض المسؤولون الإفصاح عن المكان الذي سينتظر فيه الأفغان ولم يتضح ما إذا كانت دول ثالثة وافقت على استقبالهم... عمل أكثر من 18 ألف أفغاني لصالح الولايات المتحدة كمترجمين أو سائقين أو مهندسين.. إلخ. هؤلاء الأفغان وأسرهم البالغ عددهم 53 ألفا وجدوا أنفسهم في مأزق للحصول على تأشيرة الهجرة الأمريكية. ومع قرار نقلهم إلى بلد ثالث حتى حصولهم على الـتأشيرة، لا يوجد هناك ضامن أن الهجرة خارج أفغانستان ستضمن لهم الحصول على التأشيرة الأمريكية، ولم يتضح ما إذا كان سيتم نقل غير المؤهلين للحصول على التأشيرة إلى أفغانستان مرة أخرى أم سيكون عليهم المكوث في الدولة الثالثة، وهل سترضى الدولة الثالثة بمكوثهم فيها؟

وكالة الأنباء الأفغانية Tolonews يوم الخميس الماضي، سقوط ستة مراكز في مقاطعات فارياب وأوروزجان وبغلان ولوغار وغزني تحت سيطرة طالبان، هذا بالإضافة إلى سيطرة طالبان على 36 منطقة منذ مايو. تعتقد مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أن طالبان تسيطر على 142 مقاطعة على عكس 86 مقاطعة تسيطر عليهم كابول، وباقى المقاطعات تقع على نقاط مختلفة بينهما. غرد المحلل بيل روجيو في مؤسسة الدفاع الديمقراطية على تويتر يوم الأربعاء الماضي قائلا أن "العديد من المناطق تسقط في يد طالبان لأن قوات الأمن المحلية والقادة الحكوميين يدركون أن الحكومة الأفغانية لا تستطيع (أو لا ترغب في) الدفاع عنهم... وفي المناطق النائية أقامت حركة طالبان حكومة ظل تستخدمها لنشر أيديولوجيتها وتعزيز أهدافها العسكرية".

بالنسبة للجيش الأفغاني، أفادت رويترز الأسبوع الماضي أن قوات الأمن الأفغانية تقاتل طالبان في 28 مقاطعة على الأقل من أصل 34 مقاطعة في أنحاء البلاد. ويأتي ذلك في الوقت الذي استبدل فيه الرئيس غني وزير دفاعه وقائد الجيش نهاية الأسبوع الماضي. وفي الوقت نفسه، حذرت الولايات المتحدة طالبان بأن الحكومة التي سيتم الاستيلاء عليها بالقوة لن يتم الاعتراف بها كما ذكرت وكالة الأنباء Khamaa Press.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مع مغادرة القوات الأمريكية، وتقدم طالبان، وانهيار قوات الأمن الأفغانية، يعمل الهزارة والجماعات العرقية الأخرى في أفغانستان على إنشاء جيوشهم الخاصة أو يمتلكون خططا للقيام بذلك. وهذا يهدد بالرجوع لحروب المجاهدين في بداية التسعينيات، عندما قتلت الميليشيات المتنافسة آلاف المدنيين وتركت أجزاء كبيرة من كابول في حالة خراب. هذه الميليشيات، حتى لو أعلنت تحالفها مع قوات الأمن الأفغانية، ستهدد الحكومة غير المستقرة وستقسم البلاد مرة أخرى إلى إقطاعيات يحكمها أمراء حرب، أو قد تعمل كخط دفاع أخير مع انهيار القوات الأفغانية في مواجهة هجمات طالبان.

توقع الكاتب ديفيد إغناتيوس من صحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع "صيفًا من الألم" مع "قائمة من الخيارات السياسية لمنع حرب أهلية أخرى مدمرة".

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved