مرحبًا بالعيد .. رغم الجراحات والصراعات

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم

آخر تحديث: السبت 26 يوليه 2014 - 8:45 ص بتوقيت القاهرة

الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.. الله أكبر ما تربت نفوس الصائمين فى مدرسة الصيام.. وتعلمت منها درس الإخلاص لله سبحانه.. الله أكبر ما ذبحت الطمع فى سلطة أو جاه أو مال أو كل ما سوى الله.

الله أكبر ما ألجمنا أنفسنا بلجام التقوى فغدت المسير إلى الله رافعة شعار «وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى».

الله أكبر ما سعت النفوس لحقن الدماء وأدركت أن إراقة الدماء كل الدماء هى أعظم مفسدة.

الله أكبر ما أدرك الجميع أن كل الدماء معصومة.. وما فقه الناس أن الإسلام الذى أدخل امرأة النار فى هرة وأدخل بغيًا الجنة فى كلب سقته لا يمكن أن يبيح لأحد أن يريق الدماء المعصومة هكذا بغير حق.. حتى أن نظرة واحدة إلى أمتنا العربية والإسلامية تقول وكأنها أصبحت أمة الدماء من كثرة ما يراق فى ربوعها من الدماء الحرام.

الله أكبر الله أكبر ما تركنا الصراع على الدنيا والتقاتل على السلطة والحرب فى غير ميدان وبلا هدف أو عنوان.

الله أكبر ما تراحمنا وتكافلنا وتواسينا وتغافرنا وتفجرت فى نفوسنا ينابيع الخير والعطاء.. وبحثنا عن الفقير المسكين والمحروم فأعطيناه وواسيناه.

الله أكبر ولله الحمد ها هو العيد قد أقبل فأطعمنا الله بعد جوع.. وسقانا بعد ظمأ وأرجو من الله أن يمنحنا جوائز العيد.. ولكن العيد يخاف أن يقبل أو يأتى على أرضنا.. حتى لا يشهد الكراهية التى نبتت فى قلوبنا ونغذيها لأبنائنا وأسرنا حتى يتمنى كل فريق سياسى منا للآخر شرًا مستطيرًا.. ويفرح كل فريق لعنت وتعب ومصائب الآخر.. فلا ينفع دك العدو لغزة فى توحيد صفوفنا.. فتزداد دول العرب والمسلمين كراهية وتفرقًا .. قطر وتركيا ومصر وإيران بدلا من توحدهم لردع العدوان يتصارعون على من يحمل لواء الحل.. يحدث الزلزال فى مصر فيفرح البعض لذلك وكأن مصر هى عدو الإسلام.. بل يفس البعض على الفيس ويغرد على تويتر متمنيًا لمصر زلزالا أكبر بقلب أسود يكره الجميع.. تقصف غزة وتدكها إسرائيل بعدة آلاف من الصواريخ فلا يهتم البعض بأمر إخوانه فى غزة وينسى أن الدور قادم عليه وأن حماس شقيق قد تختلف معه سياسيًا أما إسرائيل فهو عدو قتل من قبل آباءك وأجدادك وقد يقتل أولادك وأحفادك.

ينسى البعض أن غزة كانت قبل حماس وستكون بعدها.. وينسى آخرون أن مصر كانت قبل هذه الحكومة وكل الحكومات وستكون بعدهم.. الأوطان أبقى من الحكومات.. وعلاقة الشعوب أبقى وأدوم من علاقة الحكومات.. الحكومات قد تتصارع.. ولكن الأوطان دوما تتكامل وتتآلف فامتداد الجغرافيا والتاريخ لا يستطيع أحد أن يمحوه.. ولا يمكن لغزة أن تستغنى عن مصر.. ولا أن تستبدل مصر بأى دولة مثل تركيا الحديثة التى لم تقدم شهيدا واحدا للقضية الفلسطينية ولم تحارب إسرائيل على مر تاريخها وتربطها بإسرائيل علاقات إستراتيجية عسكرية وهى عضو فى حلف الأطلنطى الذى يجرى تدريبات عسكرية مع إسرائيل.. هذا قدر تركيا ونحن لا نلومها على ذلك.

ولكن مصر دوما بصرف النظر عن كل الاعتبارات أو الحكومات التى تقودها هى التى قدمت 10/1 مليون شهيد وضعف ذلك من الجرحى من أجل القضية الفلسطينية.. قد تقصر مصر فى حق العرب أو فلسطين فى وقت من الأوقات.. ولكن مصر هى مصر.

أما حماس وأهل غزة فلا يستطيع أحد أن يزايد على بذلهم وعطائهم وتضحياتهم.. فقد قدمت غزة طوال تاريخها الحديث والقديم عشرات الآلاف من الشهداء.. وخلاف غزة ومصر هو خلاف سياسى وقتى سيزول بزوال أسبابه.

الله أكبر الله أكبر.. يوم العيد هو يوم بهجة وفرحة وسعادة وجمع للشمل وتلاقى للأحبة.. ولا نريد من البعض أن يحوله إلى يوم للمظاهرات أو المولوتوف أو الاشتباكات والصراع السياسى والتلاسن والتباغض.. ولا أن يحوله البعض الآخر إلى يوم للقبض على الشباب ولا ضربه بالخرطوش أو الغاز المسيل.. ولا نريد للأسر المصرية أن تتحول فرحتها إلى حزن.. وبسمتها إلى بكاء.. أخروا الصراع السياسى والمظاهرات والاشتباكات والخرطوش بعد العيد إذا كنتم مصرين على صراع لا نهاية له ولا جدوى منه.

خذوا هدنة من الصراع السياسى وأنا أنتهز هذه الفرصة لدعوة الحكومة والرئيس السيسى للإفراج عن أكبر عدد ممكن من المقبوض عليهم ممن لم يدانوا فى أعمال عنف أو تفجير ونحوه وخاصة من طلاب ثانوى وكبار السن وطلاب الجامعات حتى يلتئم شمل أسرهم.

وقد سعدت حينما علمت أن عددا من شباب الثورة الذين شاركوا فى مظاهرات الإخوان قد أفرج عنهم أخيرا فى الإسكندرية.. وأرجو ألا يبقى فى السجون المصرية أى أحد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved