توقع مزيد من المناورات والتحالفات فى القطب الشمالى

العالم يفكر
العالم يفكر

آخر تحديث: الأحد 26 يوليه 2020 - 8:05 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Defense One مقالا للكاتب Patrick Tucker يعرض فيه ما أشار إليه قادة سلاح الفضاء والقوات القوية فى استراتيجية البنتاجون من أهمية بناء تحالفات وزيادة نشاط القوات الأمريكية فى منطقة القطب الشمالى.. نعرض منه ما يلى.

كما أشار الجنرال جون رايموند ــ رئيس العمليات الفضائية الأمريكية ــ فإن منطقة القطب الشمالى ستكون من المناطق الرئيسية فى مستقبل القوة الفضائية للولايات المتحدة. وهى أيضًا منطقة تعتمد فيها الولايات المتحدة بشكل كبير على حلفائها وشركائها من الناتو. وهذا يعنى ــ وفقا لما أشار له رايموند وقادة القوات الجوية عند إعلانهم عن استراتيجية البنتاجون الجديدة للقوات الجوية فى القطب الشمالى الأسبوع الماضي ــ أن على الولايات المتحدة زيادة تدريباتها العسكرية الدولية وإنفاقها على الاتصالات الإلكترونية القابلة للتشغيل المشترك.
يندرج سلاح الفضاء والقوات الجوية تحت إشراف قسم القوات الجوية. يوم الثلاثاء 21 يوليه، سلط قادة القوات الجوية وقوات الفضاء على أهمية وحساسية منطقة القطب الشمالى لعمليات الدفاع الصاروخى والأقمار الصناعية. الولايات المتحدة لديها خمسون رادارا للإنذار المبكر والدفاع الصاروخى تعمل فى المنطقة القطبية الشمالية. وأسفل الدائرة القطبية الشمالية مباشرة، فى منطقة فورت جريلى بألاسكا، يوجد أربعون صاروخا اعتراضيا يستطيع إسقاط الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.. القطب الشمالى هو الطريق الأقصر لروسيا أو الصين أو كوريا الشمالية للوصول إلى الولايات.
لكن القطب الشمالى هو أيضًا موقع رئيسى لإدارة الأقمار الصناعية. فأشار رايموند إلى القيادة والسيطرة على الأقمار الصناعية الموجودة فى المدارات القطبية، فالموقع الأنسب لذلك هو قمة العالم فى القطب.. فجغرافيته وموقعه على الكرة الأرضية يجعله مكانا مفيدا للعمل من خلاله، وحتى إذا وصفت الوثيقة الاستراتيجية بأنه ذات ميكانيكا مدارية فريدة وعقبات كهرومغناطيسية وظواهر فيزيائية لا تحدث فى مكان آخر على الأرض، فيجب على سلاح الجو التغلب عليها.
يتزايد ازدحام القطب الشمالى، فالتغيرات المناخية جعلت من السهولة الولوج إلى كثير من الأماكن به وخاصة لروسيا. فلطالما كانت روسيا لاعبا ذا شأن فى المنطقة، تستمد 25% من ناتجها المحلى الاجمالى من أنشطتها فى القطب الشمالى. أشارت استراتيجية البنتاغون أن مبادرات روسيا القطبية الشمالية الأخيرة تشمل تجديد المطارات والبنية التحتية، وإنشاء قواعد جديدة، وتطوير شبكة متكاملة للدفاع الجوى، وأنظمة الصواريخ الساحلية، ورادارات الإنذار المبكر لتأمين المنطقة الشمالية. علاوة على ذلك، تسعى روسيا إلى تنظيم حركة النقل البحرى فى البحر الشمالى بما قد يتجاوز سلطتها المسموح بها بموجب القانون الدولى.
أشار الجنرال ديفيد غولدفين ــ رئيس أركان القوات الجوية ــ أن القوات الجوية ستتمرن بشكل أنشط فى المنطقة، مشيرًا إلى مناورات العلم الأحمر الأربع التى تقام سنويا بالإضافة إلى التحدى القطبى العام الماضى والذى شهد 140 طائرة مختلفة من تسع دول و4000 مشارك. ما يهدف إليه غولدفين هو ضمان استعداد الطيارين للذهاب إلى أى مكان.
كما أشار غولدفين أن أكبر مجال للاستثمار للقوات الجوية فى العمليات القطبية الشمالية المستقبلية ليس الاستثمار فى مواجهة الطقس البارد، بل تحسين الشبكات بين مختلف أجزاء القوات الجوية وبين الولايات المتحدة وحلفائها. فما تركز عليه وزارة الدفاع هو تكامل القدرات.. فهذا هو مستقبل الحروب التى ستكون البيانات هى العملة الرئيسية فيها.. ولذلك ما يعد الأهم فى هذه المنطقة هو مشاركة البيانات مع الحلفاء والشركاء.
من بين دول القطب الشمالى الحلفاء للناتو هم كندا والدنمارك وأيسلندا والنرويج.. بينما فنلندا والسويد هما من شركاء حلف الناتو الأكثر نشاطًا.. تصف الاستراتيجية الحاجة إلى زيادة التدريب مع الشركاء الإقليميين وإنشاء منتديات جديدة مع الحلفاء لمناقشة قضايا القطب الشمالى، ولكنها لا تحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة تريد من الناتو أو من أى منظمة دولية أخرى القيام بهذا الدور الرائد أم لا.. يشير البعض إلى أن بناء هذه التحالفات سيعزز الأمن القومى الأمريكى وستواجه هذه التحالفات تأثيرات الخصوم التى لا تتماشى أفعالهم مع مصالح الولايات المتحدة. ولذلك يجب على إدارة القوات الجوية الاهتمام بالمصالح المشتركة لضمان منطقة سلمية مستقرة يتم فيها الالتزام بالقواعد والمعايير الدولية، ولتعزيز العلاقات الأمنية الدولية التعاونية، والتركيز على التكامل فى القدرات.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى
https://bit.ly/39o9SwV

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved