9 آلاف رياضى ورياضية بلا ميداليات!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 26 يوليه 2021 - 9:05 م بتوقيت القاهرة

** تتكون البعثة الأوليمبية البريطانية من 376 فريقا، وهى بعثة أكبر من أى دورة ألعاب رياضية أقيمت خارج بريطانيا. وعندما تساءلت الصحافة الإنجليزية عن عدد الميداليات التى يمكن إحرازها فى طوكيو 2020 كان الرد: «لم نضع هدفًا محددا لأنه كان من الصعب دراسة تأثير كوفيد 19 على مستويات المنافسة الأوليمبية فى مختلف دول العالم التى تحظى بأبطال».
** فى آخر ثلاث ألعاب صيفية، احتلت بريطانيا المركز الرابع (2008) والثالث (2012) والثانى (2016)، وهو ما يمثل إنجازًا كبيرا، وبالتالى لا توجد حالة إحباط فى أوساط الحركة الرياضية البريطانية. وصحيح أن أبطال العالم فى اللعبات الفردية الرقمية مثل السباحة وألعاب القوى لهم أرقام يمكن القياس عليها، كما أنه فى الجمباز هناك مستويات رفيعة يمكن توقع نتائجها بدقة الأداء الحركى، إلا أن المفاجآت واردة كما حدث من سوء أداء سيمون بايلز نجمة الجمباز الأمريكية فى بداية المنافسات وهى أبرز لاعبات الجمباز فى العالم حاليا، والتى فازت بأربع ميداليات ذهبية وميدالية برونزية واحدة خلال دورة الألعاب الأوليمبية الماضية فى ريو دى جانيرو 2016، وكانت تأمل فى طوكيو أن تصبح أول لاعبة جمباز تدافع عن لقبها فى الفردى العام منذ أن نجحت فيرا كاسلافسكا فى هذا عام 1968.. كذلك مفاجأة السباح التونسى أحمد الحفناوى فى سباق 400 متر حرة وحصوله على الذهبية.
** عدد الميداليات الذهبية فى الدورة 339 ميدالية وسوف يصل العدد الإجمالى للميداليات إلى قرابة 1000 ميدالية، ويشارك فى الدورة أكثر من عشرة آلاف رياضى ورياضية، وهذا يعنى أن هناك ما يقرب من 9000 لاعب ولاعبة سيعودون إلى بلادهم دون ميداليات، ومع ذلك لا تقوم الدنيا فوق رءوسهم بسبب هذا الفشل، أو ما يسمى بالفشل.
** الأصل فى الألعاب الأوليمبية هو المشاركة وليس الفوز بالذهب. وإنما النضال بشرف. والنضال هنا هو ما يستحق التوقف عنده، وهو النقيض للمشاركة السلبية، وضعف الإعداد، ومشاعر الخوف وانعدام الثقة التى تصيب الرياضيين. وهنا يجب فهم المستويات العالمية، وكيف تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية مثلا على الميداليات وهى التى جمعت فى تاريخ مشاركاتها 2298 ميدالية. وهو نتاج نظام رياضى مدرسى وجامعى يفرز عشرات الابطال كل عام، وهو نظام مسلح بالمدربين والعلم والإغراءات المادية التى تمثل المنح الدراسية المجانية للطلبة المتفوقين رياضيا، وهو أيضا نظام يحتاج إلى إمكانات مادية تفوق قدرات أكبر وأغنى الدول لأن الجامعة والمدرسة بها ملاعب كرة قدم وسلة ويد وطائرة وأحواض سباحة وملاعب إسكواش وصالات تدريب وجمنازيوم.. وما سبق هو ردى على الذين يدعون أن صناعة أبطال الرياضة المصرية سيكون من خلال عودة الرياضة للمدارس، وهى أكبر أكذوبة تم تصديرها إلى الرأى العام، لأن هناك فارقا هائلا بين رياضة «ثنى مد» وحصة الألعاب. ورياضة البطولة، وهى الآن تصنع فى الأندية المصرية نسبيا، بكل ما فيها من تجاوزات وضعف، ومجاملات وتدخلات من أولياء الأمور، وحجم إنفاق مادى كبير يمثل عبئا هائلا على الأسرة المصرية!
** من أسف أيضا أن يصدر إلى الرأى العام فشل فريدة عثمان لأنها لم تتأهل إلى نهائى سباق 100 متر فراشة. فمن يفعل ذلك لا يعلم أن السباق الذى تفوقت فيه فريدة عثمان هو 50 متر فراشة وهو ليس سباقا أوليمبيا ضمن البرنامج الأوليمبى. ويمكن القياس على ذلك فى تقييم بعض النتائج. ولذلك من المهم جدا أن تكون مخاطبة الجمهور علمية ودقيقة وعميقة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved