لماذا لم يحتفل صلاح؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 26 أكتوبر 2018 - 11:05 م بتوقيت القاهرة

** فور انتهاء مباراة ليفربول ورد ستار فى دورى أبطال أوروبا، تساءل رود خوليت فى الاستوديو التحليلى للقاء: لماذا لم يحتفل صلاح؟ لقد سجل هدفين فى مباراة مهمة بدورى أبطال أوروبا، فلماذا لم يحتفل؟ ما هى الرسالة التى يرغب فى إيصالها لنا؟ هل يريد أن يقول: أنا هنا؟

** كان رود خوليت محقا فى طرحه علامة الاستفهام بشأن عدم احتفال صلاح، فقبل أن يسجل هدفه الأول فى مرمى رد ستار كان زميله فيرمينيو يطير فرحا بهدفه الذى سجله.. لكن عدم الاحتفال سبق تلك المباراة، فعندما سجل محمد صلاح هدفه رقم 48 مع ليفربول فى مرمى هيدرسيفيلد من تمريرة رائعة لزميله شاكيرى، لم يحتفل صلاح بالهدف.. وحين سجل هدفه رقم 49 مع الفريق فى مرمى رد ستار بلجراد لم يحتفل أيضا، وكرر عدم الاحتفال فى هدفه رقم 50 الذى حقق به رقمه القياسى مع ناديه ضاربا رقم أساطير ليفربول وفى مقدمتهم ألبرت ستوبينز فى الفترة من 1946 إلى 1948 وسجل 50 هدفا فى 77 مباراة بينما سجل صلاح 50 هدفا فى 65 مباراة. وسبق نجم الكرة المصرية أيضا سواريز، وفرناندو توريس وستوريدج..

** رد يورجين كلوب مدرب ليفربول على تساؤلات رود خوليت التى طرحها عقب مباراة رد ستار وسبق وطرحه غيره من المعلقين والمحللين حول عدم احتفال صلاح، وقال: « هو بحالة جيدة. هو سعيد بمساعدة زملائه له. من الطبيعى أن يسجل هدفا رائعا بعد هذه التمريرات الجميلة. لم أشاهد وجهه لحظة تسجيله، لكنى شاهدت وجهه عند استبداله وكان راضيا»..

** الحقيقة أن صلاح لم يحتفل منذ فترة بما يسجله من أهداف. ولعله يشعر بالضيق من قسوة النقد الذى تعرض له من الصحافة الإنجليزية ومن جماهير ليفربول وكذلك بعض الجماهير المصرية والعربية. والنقد ليس بالضرورة هجوما لكنه يغلف أحيانا بتساؤلات وبعلامات استفهام وتعجب.. إلا أن الضغوط التى تعرض لها صلاح كانت هائلة. والمدهش أنها ضغوط ولدت من بطن المحبة والتقدير وليس من باب الرفض والتقليل من مهاراته وموهبته..

** الضغوط ظاهرة فى الرياضة وفى كرة القدم عامة. وظاهرة عنيفة فى الصحف الإنجليزية وفى أوساط الجمهور. ومن أسف أن الجميع انتظر من صلاح تكرار ما فعله فى الموسم الماضى، كأنه ماكينة أهداف تعمل بالوقود أو بالكهرباء، وهذا أمر لاعلاقة له بكرة القدم اللعبة الشعبية البشرية الديناميكية المتغيرة بمواقفها وأحداثها وارتباطها بمنافس مضاد هدفه تعطيل ومقاومة نجومك وفريقك كله.. ومن المؤكد أن محمد صلاح تأثر بهذا النقد وتلك الأحاديث التى جعلته مادة شبه يومية وهو يسجل أهدافه وحين لا يسجل أهدافه..

** الصحافة تراقب وتسجل وترصد كل شىء.. ومن ضمن ما رصدته جريدة الديلى ميل الفانلة التى أهداها صلاح لمشجعة مصرية أو عربية، وردت بدورها بتقديم هدية عبارة عن علبة، وقالت الميل إنها علبة شيكولاته ثمنها 42 جنيها إسترلينيا، وقد لا يكون ذلك صحيحا، لكنى أنقل هنا عن جريدة ديلى ميل البريطانية.. ففى النهاية أحب من الصحفى ومن الصحافة رؤية كل شىء مهما كان صغيرا..!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved