ماسبيرو لم يستوعب الدرس

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الإثنين 26 نوفمبر 2012 - 8:50 ص بتوقيت القاهرة

كعادتها انحازت شاشة التليفزيون المصرى إلى النظام الحاكم وسياساته وقراراته ومؤيديه، حتى وإن كانت هذه السياسة والقرارات تثير غليانا فى الشارع المصرى ويختلف معها ملايين من أفراد الشعب بمختلف فئاته، وهو ما كان يتطلب إعلاما محايدا ينقل الرأى والرأى الآخر.

 

لم يستوعب ماسبيرو الدرس، ولم يتعلم من التاريخ وهو يفتح مساحات بالساعات على الهواء لنقل صورة مؤيدى قرارات الرئيس الأخيرة وإعلانه الدستورى أمام قصر الرئاسة، ومن حين لآخر ينقل على استحياء المشهد الأكبر للجموع المعارضة لهذا الإعلان بميدان التحرير، وكذلك بجميع ميادين محافظات مصر.

 

توجت شاشة ماسبيرو من نفسها بوقا لجميع الأصوات الناطقة باسم حزب «الحرية والعدالة» ومريديه ليصبحوا الصوت الأعلى للتأثير على الرأى العام بأن قرارات الإعلان الدستورى الجديد لصالح استقرار مصر وشعبها، متهمين كل المعارضين لها من الشعب بأنهم «خونة وعملاء» لا يحبون الاستقرار لمصر.. كان صوت الهتافات الأعلى على شاشة القناة الأولى يوم الجمعة «مرسى مرسى»و «الشعب يريد النظام».

 

إننا بحق نعيش لحظة نشهد فيها انتكاسة جديدة لإعلام تليفزيونى قرر أن يكون دائما تابعا للنظام، وإن كانت هذه المرة المشهد تجاوز كل مناهج الرسالة الإعلامية.. لسنا ضد نفل ما يحدث على الجانب المؤيد للإعلان الدستورى وقراراته ولكن كان يتعين اتاحة الفرصة لجميع التيارات والفئات.. فهم جميعا يمثلون وطنا.

 

الرئيس مرسى نفسه قال فى خطابه، أمام قصر الاتحادية: «أنا مع من يؤيدون ويعارضون لا يمكن أن انحاز ضد أحد من أبناء مصر.. أريد أن تكون هناك معارضة حقيقية لهم كل الحقوق كى يمارسوا دورهم».. لكن مسئولى ماسبيرو فضلوا الانحياز لطرف على حساب آخرين.. انحازوا لمواطن على حساب مواطنين.

 

على التليفزيون المصرى أن يفيق من غفوته التاريخية وأن ينظر حوله ليرى كيف تتعامل شبكات التليفزيون العالمية مع أحداثها وأنه يجب عليه كإعلام مرئى أن يتعامل مع الخبر والحدث بصورة شفافة وأن تتوازن تحقيقاته المصورة وفق منهج مهنى إذا كان يريد البقاء حيا وهذا حق المشاهدين عليه.

 

قال الرئيس مرسى: «الفرص لا تأتى كثيرا ولن نضيع الفرصة»، واستوعب ماسبيرو الرسالة، حسب مستوى فهمه، بأنه بحق لم يضيع الفرصة وانحاز إعلاميا وفكريا ومنهجا لطرف دون أطراف.. من أشفق عليه حقا كثير من أهل ماسبيرو وخبراته الواعية المستنيرة الذين يصمتون بإرادتهم أو بدون وتركوا أنفسهم تشيخ قبل فوات الأوان.

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved