إسرائيل تنهار بسبب رجل عديم المسئولية
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 9:45 م
بتوقيت القاهرة
«إن وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس يعرّض أمن إسرائيل للخطر». هذه العبارة سُمعت، على لسان أكثر من ضابط فى قيادة الجيش الإسرائيلى. قام كاتس بخطوة أُخرى تجاوزت الخط الأحمر ضمن سلوكه المرتبك كوزير للدفاع. فهو يحاول تسييس الجيش بشتى الوسائل، ويعتقد فعلًا أنه إذا حوّل الجيش إلى فرع من حزب الليكود، تمامًا مثلما فعل الوزير إيتمار بن غفير مع الشرطة، فسيضمن لنفسه مكانًا متقدمًا فى انتخابات الحزب التمهيدية، لكنه مخطئ، والخطأ هذا يعرّض إسرائيل للخطر؛ الجيش الإسرائيلى هو كيان مهنى يرأسه رئيس هيئة الأركان العامة، فهو الشخص الذى وضعت إسرائيل إدارة الجيش وقيادته بين يديه؛ رئيس الأركان مسئول عن كل ما يحدث فى الجيش: من تدريب وتجهيز المجندين الجدد، والتأكد من حصولهم على الطعام فى الوقت المناسب، وعدم إثقال كاهلهم بالتدريبات من دون جدوى؛ وهو مسئول عن بناء قوة الجيش، وعن الصورة الاستخباراتية، وتقديم الإنذار للحرب، أو للهجوم؛ ومسئول عن تنفيذ المهمات فى الروتين، وفى الحرب.
إن الجيش ليس خاليًا من الأخطاء، أو الإخفاقات، والدليل على ذلك الإخفاق الخطِر فى السابع من أكتوبر، لكن على الجيش الاستمرار فى الاستعداد للتحديات المقبلة: فالمعركة فى غزة لم تُحسَم بعد، وإسرائيل على أعتاب مواجهة واسعة فى لبنان؛ قتل الجيش رئيس أركان حزب الله، وهو يستعد لمواجهة تعاظُم قوة إيران؛ هناك أيضًا الاستعداد لمواجهة الحوثيين، فضلًا عن التحديات فى سوريا والضفة الغربية.
أجرى رئيس الأركان اللواء زامير تمرينًا مفاجئًا فى الفرقة 210 فى الشمال «السوريون على الأسوار»، إنها عبارة ومفهوم عسكرى يحاول رئيس الأركان إعادتهما إلى الجيش، انطلاقًا من الإدراك أن الجيش يجب أن يكون على أهبة الاستعداد واليقظة لسيناريوهات حرب مفاجئة، على غرار ما حدث فى يوم الغفران [1973]، وفى السابع من أكتوبر.
كانت الخطوة التى نُفّذت فى الشمال صادمة. خلال ساعات، وقف الجيش الإسرائيلى كله على قدميه، متوجهًا شمالًا. وفى الوقت نفسه، نشر وزير الدفاع يسرائيل كاتس بيانًا أعلن فيه أنه يكلّف مراقب المؤسسة العسكرية فحص قرارات رئيس الأركان بشأن الإجراء القيادى الذى اتّخذه ضد 13 جنرالًا وضابطًا يُنظر إليهم داخل الجيش على أنهم كانوا مسئولين مباشرين عن إخفاق السابع من أكتوبر.
كان لتصريح رئيس الأركان وزن قيادى كبير، ووضع وصمة على هؤلاء الضباط؛ رئيس الأركان عيّن لجنة، برئاسة اللواء سامى ترجمان، للتحقيق فى الإخفاق مدة سبعة أشهر، بعمق وجدية. قبل شهر، جلس رئيس الأركان وترجمان مع وزير الأمن، وعرَضا النتائج أمامه، حينها، درس رئيس الأركان الاستنتاجات الشخصية بجدية ومسئولية، لكن وزير الأمن لم يحتَج إلى أكثر من 24 ساعة لاتخاذ قرار بشأن وقف كل شىء وتجميد التعيينات شهرًا كاملًا.
فى نهاية شهر مارس، سيغادر قائد سلاح الجو اللواء تومر بار وقائد سلاح البحرية اللواء دافيد سلمَة، وكان من المفترض تعيين مَن يخلفهما، والبدء بمرحلة الاستلام والتسليم، وبناء هيكلية القوى البشرية، والشروع فى دفع العمليات العملياتية وبناء القوة. الآن، لا وقت للّعب. «السوريون على الأسوار»، وليسوا وحدهم، بل «حزب الله» و«حماس» وإيران والحوثيون. يجب أن يكون الجيش جاهزًا ويقظًا وحادًا. لا يمكن تكرار خطأ السابع من أكتوبر مرة أخرى.
إن كل توقُّف يعنى جاهزية أقل؛ كان يجب على وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن ينضج ويفهم أن رئيس الحكومة الذى عيّنه لم يمنحه الجيش كلعبة. لقد وضع على عاتقه مسئولية أمن دولة إسرائيل، وهى مسئولية ثقيلة جدًا.
تهدف الخطوة القيادية التى اتّخذها رئيس الأركان حيال الضباط، إلى التوضيح للجيش برمّته أنه علاوة على كل المهمات، لكل منصب مسئولية. فى الوقت الحالى، يفضّل وزير الدفاع كاتس تجاهُل ذلك، تمامًا كما تفضل الحكومة كلها التهرب من تشكيل لجنة تحقيق رسمية تفحص مسئولية المستوى السياسى عن كارثة السابع من أكتوبر.
آفى أشكينازى
معاريف
مؤسسة الدراسات الفلسطينية