تناقضات طبيعية

سامح فوزي
سامح فوزي

آخر تحديث: الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 - 10:20 م بتوقيت القاهرة

ما يحدث فى الشأن القبطى أرى أنه طبيعى؛ رغم تناقضاته الشديدة. هذه سمة من سمات جدل التطور فى المجتمع رغم أن البعض ينظر إلى جانب دون آخر. أدى ذلك إلى ظهور رؤى جدية. البعض متشائم بزيادة والبعض الآخر متفائل بإفراط.

هناك مواقف مهمة على صعيد الدولة. إشارات رئاسية تدعم احترام التنوع الدينى، سواء الموقف من شهداء ليبيا أو بناء كنيسة لهم أو الحرص على بناء كنيسة كبرى فى العاصمة الإدارية وغير ذلك من إشارات إيجابية تعزز المواطنة وآخرها إطلاق اسم شهيد قبطى (أبانوب) على أحد الكبارى.

على الجانب الآخر تظهر صورة سلبية عتيقة من الممارسات الإدارية والمجتمعية أبرز ملامحها الاعتداء على كنائس أو إغلاقها فى بعض القرى بدعوى عدم التصريح لها أو شيوع آراء متعصبة تجاه الأقباط أو إظهار شعور سلبى تجاههم تغذية بعض الفصائل الإسلامية.

هذا هو جدل التطور فى المجتمع، حيث تتجاور صور جديدة إلى جوار صور قديمة؛ فى تطور يصارع تراجعا، صعودا وهبوطا.. لا يحدث التغيير دفعة واحدة، بل عادة يأخذ شكل الجدل والصراع بين قديم وجديد. مسئولية الساسة والنخب والمثقفين إذكاء النماذج الإيجابية ونقد الممارسات السلبية. لا مجال إلى الإفراط الشديد فى خطابات التشاؤم لأن فى الواقع إيجابيات أو القفز على سلبيات الواقع لأن هناك ممارسات شديدة التراجع ينبغى التصدى لها. يتطلب الأمر خطابات موضوعية نقدية تدرك أن التطور يحدث فى بوتقة الجدل وليس نتاج قرارات أو قوانين فقط. لا يمكن إغفال البعد المجتمعى الذى يجعل التطور ثقافة تترسخ فى المجتمع.

أعرف أن البعض قد لا يقبل منطق الجدل فى مداه الزمنى عند النظر إلى تطور الأمور؛ لكنه هو المنطق الطبيعى فى التغيير الذى يتطلب نزاهة المتصدين للشأن العام، والتحلى بالصالح العام.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved