جرائم نصب عبر «واتساب»

محمد سعد عبدالحفيظ
محمد سعد عبدالحفيظ

آخر تحديث: السبت 26 ديسمبر 2020 - 7:50 م بتوقيت القاهرة

فى أقل من أسبوع تعرضت مع 3 آخرين من دائرة معارفى لعملية نصب إلكترونى عبر تطبيق «واتساب»، بدأت العملية برسالة تطلب من المستلم إدخال كود مكون من 4 أرقام للتحقق من أن مستلم الرسالة هو صاحب الرقم، بعدها بثوانٍ يغلق التطبيق ويتم السيطرة عليه من طرف آخر، ويقوم هذ الطرف بإرسال رسائل إلى قائمة الأرقام المسجلة على الهاتف يطلب منها إرسال رصيد.
«بقول لك إيه أنا محتاج على الرقم ده 01014818288 رصيد صافى بـ 500 جنيه، اللى تقدر تحوله لى حوله لى عليه، وأنا هرد لك الفلوس لما أشوفك.. بس بسرعة والنبى علشان فى مشكلة.. وأرجوك لا تتصل بى حاليا علشان مش هعرف أرد عليك.. وهبقى أفهمك كل حاجه بعدين».
كان هذا هو نص الرسالة ــ بتصرف ــ التى تسلمها الآلاف من قائمة أصدقائى على تطبيق «واتساب» يوم الإثنين الماضى، معظمهم فهم أن التطبيق تمت السيطرة عليه من عصابة نصب ولم يبادر بإرسال الرصيد المطلوب، لكن 8 زملاء سارعوا من باب «الجدعنة» وأرسلوا الرصيد إلى الرقم المذكور فى الرسالة، رغم أننى قمت بنشر بيان على حسابى على موقع «فيسبوك»، أحذر فيه الزملاء من التعامل مع أى رسالة تصلهم منى.
فى اليوم التالى تمكنت من معرفة هوية وعنوان صاحبة الرقم بحسب بياناتها المسجلة فى شركة «فودافون»، وحاولت الاتصال بها، لكنها لم ترد على أى اتصالات، أحد الذين أرسلوا الرصيد على هذا الرقم من أصدقائى بعد تسلمه الرسالة السابقة، توجه إلى مباحث الاتصالات لتحرير محضر، فطُلب منه التوجه إلى مباحث الإنترنت، وعندما علم أن الإجراءات طويلة آثر السلامة واستعوض الله فيما دفع، وتكرر الأمر مع غيره من باقى الزملاء الذين تعرضوا لعملية النصب.
قبل أن ينتهى الأسبوع تعرضت الزميلة دينا عبدالعليم مديرة تحرير «اليوم السابع» لنفس العملية، وتمت السيطرة على حسابها على «واتساب»، وبعد التواصل مع زوجها صديقنا الصحفى وائل السمرى علمت منه أن من سيطر على حسابها أرسل نفس الرسالة السابقة طالبا إرسال رصيد بـ500 جنيه على نفس الرقم 01014818288.
وأمس الأول الجمعة تعرض زميلنا محمود جودة الصحفى بمؤسسة روزاليوسف لنفس العملية من نفس الرقم، كما علمت من صديق آخر يعمل فى إحدى السفارات ــ تحفظ على ذكر اسمه ــ أنه تعرض أيضا لعلمية النصب بذات الطريقة من نفس الرقم.
تكرار عمليات النصب، يؤكد أن من يقوم بها عصابة محترفة فى النصب الإلكترونى، التى كنا نتابع أنشطتها الإجرامية فى أقسام الحوادث والاتصالات فى الصحف والمواقع، وتحول الصحفيون الذين يتابعون تلك الحوادث إلى ضحايا.
الأزمة ليست فى «الرصيد» الذى تم إرساله إلى هذا الرقم، والذى يتم بيعه بالتأكيد إلى محلات اتصالات للتصرف فيه، لكن فى البيانات الشخصية التى تم اختراقها من قبل تلك العصابة، فرسائل «واتساب» لكل منا تحتوى على أسرار عمل وأخرى خاصة، يمكن ابتزازنا من خلالها.
أخيرا أتمنى أن تصل رسالتى إلى وزارة الداخلية وإلى النيابة العامة وإلى شركة فودافون للتعامل مع تلك العصابة التى سطت على أموال وبيانات 4 صحفيين حتى الآن، قبل أن يقع غيرنا فى شرك هؤلاء المجرمين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved