عودة إلى الحكومات منزوعة السياسة

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الخميس 27 فبراير 2014 - 4:00 م بتوقيت القاهرة

عماد الدين حسين فى وزارة الدكتور حازم الببلاوى كان طبيعيا ان يتم اشراك ممثلين لأكبر عدد ممكن من القوى السياسية التى شاركت فى تحالف 30 يونيو، لكن المهندس إبراهيم محلب ليس مضطرا لذلك فى حكومته التى شرع بالفعل فى تشكيلها.

اشراك السياسيين وممثلى القوى المختلفة ليس عيبا، بل ربما كان هو الاصل فى أى بلد مستقر،وكان ميزة فى حكومة الببلاوى باعتبارها من الحكومات القليلة التى كانت الصبغة السياسية غالبة على بعض أعضائها بمن فيهم رئيس الوزراء نفسه ونائبه المستقيل مبكرا زياد بهاء الدين.

ولذلك فإن الجدل كان دائما يدور حول هؤلاء الوزراء السياسيين من رئيس الوزراء إلى كمال أبوعيطة، ومن زياد بهاء الدين إلى حسام عيسى.

مثل هذه النوعية من الوزراء وبحكم أنها مسيسة ولها مواقف من كل القضايا يصعب عليها التواؤم مع سياسة «تمام يا أفندم» أو انتظار التعليمات والتوجيهات من المستوى الاعلى.

لكن وللموضوعية ورغم أهمية الوزراء السياسيين فالمنطقى ان يكونوا مؤهلين وأكفاء أولا، لان الوزير السياسى الذى لا يعرف تفاصيل ودهاليز وخفايا الوزارة التى يقودها سوف ينتهى به الحال ان يقوده وكيل الوزارة وتحالف الفساد داخل وزارته.

الوضع المثالى ان يكون لدينا وزير سياسى وفى نفس الوقت خبير فى مجاله وكفء وقادر على أداء عمله بأقل قدر من الضجيج وأكبر قدر من الانجاز.

أغلب الظن ان الفترة المقبلة سوف تشهد انحسارا للوزراء السياسيين، وصعودا للوزراء الفنيين أو الذين «يمشون جانب الحيط أو حتى داخلها».

ربما كانت هذه النوعية تلائم حكومة يفترض ان تكون محايدة وهى تدير أهم استحقاقين انتخابيين فى المرحلة المقبلة وهما الانتخابات الرئاسية ثم النيابية.

لكن هل زيادة جرعة التكنوقراط داخل الحكومة المقبلة سببها فقط الحرص على الحياد الانتخابى أم انه من الأفضل التخلص من صداع الوزير المسيس؟!.

لا استطيع التنبؤ، لكن ظنى اننا ربما نكون فى طريقنا لاستعادة قالب «الحكومات المباركة»، بمعنى ان رئيس الوزراء مسئول فقط عن الملف الاقتصادى فنيا إضافة إلى الوزارات الخدمية،

فى حين لا تكون له أى سيطرة تذكر على الوزارات السيادية التى تكون حقا أصيلا لرئيس الجمهورية.

وحتى لو كان ذلك صحيحا، فإننا لا نطلب من رئيس الوزراء أكثر من ان ينجح فى الملف الاقتصادى بحيث نحاسب الرئيس على الملف الأمنى والخارجى.

لا نريد من رئيس الوزراء المكلف ان يكون خبيرا وعالما بكل شىء وضليعا فى كل المجالات، نريده فقط ان يختار وزراء صالحين وأكفاء ومؤهلين كل فى مجاله، والأهم ان يكونوا قادرين على اتخاذ القرار الصحيح فى الوقت الصحيح.

لو ان محلب فعل ذلك فقط فسوف يكون أسدى لمصر خدمة جليلة. لا نريد أكثر من فريق وزارى مؤهل ومدرب ويمتلك الخبرة والحافز على النجاح.

هل نطمح ان يكون لدينا ثلاثين وزيرا بهذه النوعية من بين شعب تعداده أكثر من 90 مليون نسمة؟!.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved