جيش الدفاع الإسرائيلى لا يعتبر الفلسطينيين بشرًا

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الخميس 27 فبراير 2020 - 8:50 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية مقالا للكاتب «جدعون ليفى» تناول فيه ما حدث منذ أيام بقيام جرافة إسرائيلية بتفريق احتجاجات فلسطينية فى قرية «قدوم» دون مراعاة سائقها لحياة المحتجين، منوها بأن ما حدث يعد صورة مصغرة لطريقة تعامل الاحتلال الإسرائيلى مع الفلسطينيين... جاء فيه ما يلى:
يجب أن نشكر سائق الجرافة العسكرى المجنون فى شوارع كفر «قدوم»، لقد رسم صورة دقيقة ومدهشة للجميع عن تعامل الإسرائيليين والعالم الخارجى مع الفلسطينيين.
ألقِ نظرة على مقطع الفيديو الذى يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعى.. هذا هو الاحتلال. هذه حقيقته. هذه هى الطريقة التى يتصرف بها. إنه قاسٍ، عنيف لا يوقفه أحد. وليس هناك صورة تعكس الحال الذى يعيشه الفلسطينيون فى ظل الاحتلال أفضل من هذه الجرافة الفولاذية التى تسير بعنف فى شوارع قرية فلسطينية، تصطدم بحشد يحاول الفرار لإنقاذ حياته. إن هذه الجرافة تكشف روح جيش الدفاع الإسرائيلى، فلننسَ فيروس كورونا الآن، هذه الجرافة هى الوباء الحقيقى.
«قدوم» هى آخر القرى الفلسطينية المقاتلة. يقاتلون هناك كل يوم طوال الأسبوع من أجل إيجاد طريق للخروج وذلك بعد بناء مستوطنة «قدوميم». ويُظهر شريط فيديو مدته تسع دقائق، التقطه السكان قبل بضعة أيام، عشرات الشباب الغاضبين الشجعان يرمون الحجارة على جنود يطلقون الغاز المسيل للدموع عليهم. هذا المشهد يشبه المواجهة بين مدافع ديفيد (مدافع هاون) والقنابل، وبين جوناثان بولاك (ناشط إسرائيلى يدعم الفلسطينيين) مع الفلسطينيين على جانب المقاومة والصرخات المريرة تتصاعد فى الخلفية.
وتأتى الجرافة متجهة بسرعة نحو المتظاهرين، يجلس السائق بداخلها محميا، ولا يستطيع تمييز ما إذا كان يدهس الناس أم لا. لا يبدو أن هذا الأمر يهمه، فهو لا يرى بشرا أمامه، بل يرى فقط مجرد فلسطينيين!!!. إذا سقط أى شخص وهو يحاول الفرار، فسيتم دهسه تحت الجرافة. ولا يجرؤ أحد على تسمية ذلك إرهابا، الإرهاب يرتكبه الفلسطينيون فقط!!.
على السائق أن يستمر فى القيادة فهو يدرك أنه طالما هناك حشد فلابد من تفريقه، وعلينا القول إنه حتى الحيوانات لا يتم إبعادها بهذه الطريقة!! لكن هذه «قدوم»، وهذا هو الاحتلال، وهذه هى طريقته فى التعامل.
إنها مجرد جرافة ليست طائرة متطورة تقصف غزة أو صاروخا ذكيا يدمر. هى آلة تهدف إلى تدمير المنازل وتفريق الناس فى الاحتجاجات. وبلا شك السائق فخور بخدمته هذه.
شخص آخر اعتاد أن يقوم بهذا العمل وكان يسمى «دوبى كردى». كان اسمه الحقيقى موشيه نسيم، لكن نظام الاتصالات التابع لجيش الدفاع الإسرائيلى فى مخيم «جنين» منحه لقب «دوبى كردى». هذه الأيام الخوالى تعود مجددا. فلقد دمر كردى المخيم، جلس لمدة 75 ساعة فى بلدوزرDــ9 برفقة أصدقائه، وقام بمحو 530 منزلا للاجئين من على وجه الأرض. وقال أنه كان يستمتع وهو يقوم بهدم المنازل إلا أنه شعر بالحزن لأنه لم يسمح له باستكمال عمله.
فى 31 مايو 2002، وفى ذروة عملية الدرع الواقى، نشرت يديعوت أحرونوت تقريرا عن «دوبى كردى». وكان انتقام جرافته يعكس روح الاحتلال فى ذاك الوقت، ولا تزال هذه الروح موجودة.
كان كردى يسطح التلال ويقوم بمحو مخيمات اللاجئين ويحول المتعرج إلى مستقيم، كل ذلك وهو يغنى ويمسك بزجاجة ويسكى فى يده وباقى الزجاجات فى تابلوه الجرافة. وأخيرا حقق كردى ما كان يتمناه ويحبه وحصلت وحدته على ميدالية كمكافأة على عملهم.
«على مدى ثلاثة أيام سحقت هذه المنازل، وبينما كانت المنازل تنهار لم أر أى أشخاص بداخلها. ولو كان هناك أشخاص، لما كنت سأهتم، وأنا متأكد أنه كان هناك أشخاص وماتوا ولكن كان يصعب رؤيتهم بسبب وجود الغبار. لقد سررت كثيرا برؤية كل منزل يسقط. لقد عرفت أنهم لا يهتمون بالموت ــ فقد يؤدى فقدان منزل إلى إيذائهم أكثر. لقد كنت راضيا جدا عن ذلك، ولقد استمتعت كثيرا».
هذا هو تراث جيش الدفاع الإسرائيلى الذى لم يتغير!.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:من هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved