صراع الحقوق والواجبات فى الصحة

أحمد حسين
أحمد حسين

آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2019 - 2:10 ص بتوقيت القاهرة

لن تجد بين حقوق المريض المصرى أن يعلم بالدرجة الفنية والعلمية لمن يقوم بكل إجراء أو فحص طبى له، لأن الطبيب والممرض والفنى لا يعلم جميعهم الواجبات الفنية وحدود عمل كل منهم التى لا يتجاوزها، حتى تاريخه فى كل قطاعات الصحة فى مصر لا توجد توصيفات فنية دقيقة للطبيب المقيم والأخصائى والاستشارى حسب درجته والخبرات العلمية والعملية تحدد التزاماته المهنية فى الإجراءات الطبية المختلفة للمريض، وكذلك الممرض والفنى... وعلى نفس المنوال لا توجد إرشادات وبروتوكولات علاجية موحدة للعديد من الأمراض، فنفس المريض يتلقى وصفة علاجية مختلفة من مستشفى لأخرى أو عن طبيب لآخر فى ذات المستشفى.

معارك ظاهرة وخفية تتم يوميا بالقطاع الصحى فى مصر بين مقدمى الخدمة من تنصل أو تنافس على إجراء أو فحص طبى لمريض، تختلف أو تتفق طبيعة تلك المعارك فى القطاع الحكومى عنها فى الخاص ولكنها بالتأكيد تتحول جميعها إلى مسار واحد أمام المساءلة القانونية عن ضرر وقع لمريض، وهو مسار (نفض المسئولية وإلقائها على الآخر).

يسرد صديقى دكتور محمد عكاشة جراح المخ والأعصاب المُهاجر إلى إنجلترا مفارقة تلخص الوضع فى سطور (فى معظم الأحيان قرارات الجراحات تكون واضحة وسهلة، إلا أنه فى إنجلترا الكل يعود للبروتوكولات والإرشادات والمعايير الطبية، وتتم اجتماعات بين الأقسام المشتركة حتى يتم اتخاذ قرار يأخذه أحدث طبيب مقيم فى مصر خلال 5 دقائق، وعلى قدر أن تلك الإجراءات مملة وتقيد الجراحين فى العمل إلا أنها تحمى المريض من مشكلات كثيرة، وكل ذلك من «ضوابط الأمان».

كم هو سعيد الحظ صديقى فقد هاجر قبل أن يعاصر واقعة تكليف أطباء الجهاز الهضمى والكبد بمباشرة مرضى الرعاية المركزة فى مستشفى حكومى بإحدى المحافظات التى تبعد عن محافظة أخرى تم تكليف أطباء الصدر بنفس المهام.

إن كانت مصلحة أصحاب القرار فى القطاع الحكومى أو رأس المال فى القطاع الخاص فى أن تتوه الاختصاصات والواجبات الفنية والمهنية بين الأطباء وكذلك التمريض والفنيين، حتى يستطيعوا التغلب على العجز فى أعداد مقدمى الخدمة دون النظر إلى جودتها، فيتلقى المريض الخدمة الطبية حسب حظه سواء كانت (سمك أو لبن أو تمر هندى)، فأين دور النقابات المهنية الطبية والروابط العلمية والجمعيات الطبية من تنسيق لوضع أطر وضوابط وتوصيفات مهنية دقيقة ومفصلة لكل تخصص وكل درجة علمية ومهنية، وكذلك وضع بروتوكولات علاجية موحدة للأمراض المختلفة تتيح للمريض أن يتلقى خدمة طبية واحدة على أسس علمية سواء كان بمستشفى فى أسوان أو مطروح... علهم يُستنفروا فيستطيعوا الإجابة عن السؤال الذى طرحته الفنانة مارى منيب فى مسرحية «إلا خمسة» (إنتى جاية اشتغلى إيه؟)

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved