الأهلى وسعد باشا والتاريخ

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 27 أبريل 2017 - 9:15 م بتوقيت القاهرة

** قرأت محاضر مجلس إدارة الأهلى، منذ سنوات، ومكثت قرابة العامين أقرأ، وأدقق، لتوثيق تاريخ النادى، ونشره فى كتاب. وفى المقدمة قلت: إن تلك رواية الأهلى بأصحاب القصة، وأبطالها. وليس فيها وجه نظرى، ولا فيها ذاكرة شخص أو أشخاص. وفى جلسة مجلس الإدارة المنعقدة بتاريخ 25 فبراير عام 1908 اقترح أمين سامى باشا تغيير اسم النادى إلى النادى الأهلى للرياضة البدنية؛ لأن الرياضة البدنية أعم وأكمل من عبارة الألعاب الرياضية.
** أثناء البحث والقراءة فى المحاضر عرفت اسم مؤسس النادى ولماذا قرر ذلك؟ وهو عمر لطفى بك، المحامى، والصديق الشخصى والقريب للزعيم مصطفى كامل، ورئيس نادى طلبة المدارس العليا الذى تأسس عام 1905، وكان ناديا سياسيا، يخاطب فيه مصطفى كامل طلبة المدارس العليا. وكانت المفاجأة الثانية كيفية اختيار سعد زغلول رئيسا للجمعية العمومية. وكان اختيارا لا علاقة له بشخص سعد زغلول، وإنما بمنصب ناظر المعارف.
** وفى المحاضر أيضا لم أجد أى إشارات لسعد زغلول بالاسم. ولا أنه حضر إلى النادى، ولا أنه رأس اجتماعا.. ومرة أخرى أنشر هذا التدقيق:
فى 28 أكتوبر 1906 تولى سعد زغلول منصب ناظر المعارف فى وزارة مصطفى فهمى باشا. وتزهو أجيال النادى الأهلى بتولى الزعيم سعد زغلول منصب الرئيس الأول للجمعية العمومية للنادى، وهو ما تقرر فى جلسة لمجلس الإدارة بتاريخ 18 يوليو 1907 والتى عقدت فى السادسة مساء بمنزل راغب بك وتحت رئاسته، وعضوية كل من إسماعيل سرى باشا، وعبدالخالق ثروت بك، وعمر لطفى بك، ومحمد أفندى شريف سكرتير اللجنة الإدارية العليا. وقد جاء اختيار سعد زغلول رئيسا للجمعية العمومية بحكم منصبه كناظر للمعارف، وكما جاء فى نص المحضر:
«وقررت اللجنة أن يكون سعادة ناظر المعارف رئيسا للجمعية العمومية للنادى». ولا أكثر من ذلك واستمر وزيرا قرابة العام ومن بعده لم يصبح رئيسا للجمعية العمومية بالأهلى وحينما عين سعد زغلول وزيرا للحقانية (للعدل) لم يكن رئيسا للجمعية العمومية للأهلى. وقد تولى رئاسة الجمعية العمومية للأهلى وزراء معارف آخرون بعد سعد زغلول وآخرهم بهى الدين بركات باشا.. فهل يذكر أحد أن بهى الدين بركات باشا كان رئيسا للجمعية العمومية؟
** هذا يرجع لكونه مجرد منصب شرفى. بجانب أن النادى الأهلى ولجنته العليا فى ذلك الوقت كانا يسعيان للربط رسميا بوزارة المعارف باعتبار أنه تأسس أصلا لجمع شمل طلبة المدارس العليا وخريجيها، ومن منطلق أن توطيد العلاقة بين النادى وبين الوزارة، سيلزم الوزارة بواجبات والتزامات مادية ومعنوية تجاه النادى، وهو ما حدث بالفعل فى السنوات التالية من عمر الأهلى، حيث كانت نظارة المعارف تقدم إعانات مادية للنادى، لاسيما عند تصديه لمشروعات، مثل إنشاء حمام السباحة.
** وقد حصل الأهلى على إعانات مالية من وزارة المعارف فى سنوات البداية ثم أدرجت الوزارة إعانة سنوية قدرها 200 جنيه فى عام 1919 وزيادتها إلى 300 عام 1925 وظلت تصرف للنادى حتى نهاية الثلاثينيات.
** بعدما أصبح سعد زغلول زعيما، وقائدا لثورة 1919، وبعدما اشتد عود الأهلى وأصبح صاحب شعبية كبيرة على مدى سنوات أمسك كلاهما بما يستطيع. أمسك سعد باشا بشعبية الأهلى الكبيرة، وأمسك الأهلى بأن سعد باشا كان رئيسا للجمعية العمومية، ولم يمسك بوزراء المعارف الآخرين الذين تولوا نفس منصب سعد باشا
** تلك باختصار قصة سعد زغلول مع الأهلى.. تلك رواية التاريخ..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved