لو لم أكن هنديًّا


محمد سعد شحاتة

آخر تحديث: الإثنين 27 يوليه 2009 - 6:36 م بتوقيت القاهرة

الخبر الذى نشرته الأهرام فى صفحتها الأولى، لا يتجاوز عدد كلماته 70 كلمة، لكنى أعتقد أننا نحتاج مجلدات كثيرة لفهم دلالاته: «الهند أطلقت غواصة نووية قادرة على حمل صواريخ بالستية» ويكمل الخبر: «لتكتمل بذلك نيودلهى مجموعة أسلحة نووية متكاملة تعمل أرضا وجوا وبحرا».

لم تكن صورة الهند عندنا تزيد على أميتاب باتشان، وزينب خان، والفقر والجريمة، لكننا كنا نسمع أو نقرأ عن أن انتخاباتها تأتى برؤساء للوزارات يحكمون كل مرة، وقد يخسرون مناصبهم والانتخابات تجرى تحت رئاستهم، وتبتعد الأخبار قليلا لتعود بعد قليل أنباء عن التفوق المذهل فى صناعة البرمجيات وتصديرها إلى العالم كله، ثم أنباء جديدة عن قنبلتها النووية، لتصبح عضوا فى النادى النووى، ثم الآن غواصة نووية.

ولانزال نذكر لبعضنا البعض الرد الشهير: «ليه؟ هو إنت فاكرنى هندى رابط الفيل؟»، نعم ليتنا هنود نملك ديمقراطيتهم التى تسمح بتداول السلطة وإجراء انتخابات نزيهة دون تزوير معروف ومسكوت عنه أو معلن، ليتنا هنود نصدر للعالم البرمجيات المختلفة بدلا من الاستهلاك المزمن الذى نمارسه، ليتنا هنود لنستثمر أموالنا فى مصر ونحصل على إعفاءاتها، ونشترى مصانع النسيج فى شبين الكوم ولا نشرد عمالها، ليتنا هنود لنملك قوة ردع تجعل الصديق قبل العدو يفكر مليون مرة قبل التطاول علينا، ليتنا هنود لنصنع غواصة نووية فتمتد سيادتنا على بحارنا ومياهنا الإقليمية أو التى يعمل فيها صيادونا فلا تخطفهم قراصنة وتهملهم دولتهم بلا دفاع ويجمع أهاليهم التبرعات بميكروفونات المساجد لهم لفك سجنهم من أيدى القراصنة، ليتنا جميعا هنود، ونربط أفيالنا أمامنا لتدخل بنا أبواب التاريخ الذى خرجنا منه.  

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved