السلاح الإيرانى الجديد بات يشكل تهديدًا ملموسًا

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الخميس 27 سبتمبر 2018 - 10:10 م بتوقيت القاهرة

تؤكد مصادر مطلعة أن سلاح الجو الإسرائيلى يمتلك قدرات ممتازة تؤهله للقيام بتحييد منظومة الصواريخ الروسية المتطورة المضادة للطائرات من طراز «S 300»، التى أعلن وزير الدفاع الروسى أن موسكو ستزود سوريا بها قريبا. وإذا كان هذا التأكيد صحيحا فإنه يطرح تساؤلا بشأن الحاجة إلى قيام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالاتصال بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إثر إعلان وزير الدفاع الروسى المذكور، والتحذير من المخاطر المترتبة على إدخال هذه المنظومة إلى سوريا.
كما يستلزم الأمر استيضاح جوهر ومستوى السلاح الإيرانى الذى قام سلاح الجو الإسرائيلى بشن أكثر من 200 هجمة فى ظروف خطرة للغاية، من أجل تدمير كل شحنة منه إلى سوريا. وثمة تساؤل آخر بشأن حاجة إسرائيل إلى الإصرار على إعلان استمرارها فى مثل هذه الهجمات على الرغم من أنها قد تؤدى إلى حدوث مواجهة مباشرة بينها وبين روسيا.
ولا شك فى أن من حق الجمهور فى إسرائيل أن يتلقى أجوبة عن هذه التساؤلات من طرف المسئولين عن أمن الدولة. مع ذلك، فمن الواضح الآن أن السلاح الإيرانى الجديد والدقيق بات يشكل تهديدا ملموسا عملانيا وفوريا، ويمكن القول إنه أكثر أهمية من السلاح النووى الذى لا يزال غير عملانى.
وبالنسبة إلى روسيا يمكن القول إن لكل من القيادتين الروسية والإسرائيلية اعتبارات داخلية وخارجية مهمة تقف وراء صوغ السردية الخاصة بأحداث الأسبوع الأخير [إسقاط الطائرة الروسية فى الأجواء السورية] وفقا لمصالحهما. وأنا شخصيا أقبل نتائج التحقيق الذى قام به سلاح الجو الإسرائيلى، فيما يتعلق بتقصى وقائع إسقاط الطائرة الروسية. غير أن هذه النتائج لا تنسجم مع حاجات الرئيس بوتين، سواء فى مقابل مؤسسته الأمنية والرأى العام الروسى عموما، أو فى مقابل شريكيه الاستراتيجيين فى دمشق وطهران. وبناء على ذلك تبنى الجانب الروسى سردية أُخرى مناقضة لسردية إسرائيل تخدم مصالحه فى الوقت الحالى.
وفى رأيى، من بين جميع البيانات التى أصدرها الروس حتى الآن، يبقى أكثرها أهمية البيان الذى أعلن عزمهم على تكثيف منظومتهم الإلكترونية فى الحيز السورى.
فى الماضى وقعت بين إسرائيل وروسيا مواجهة مباشرة خلال معركتين. الأولى، خلال حرب الاستنزاف، وهى الحرب المنسية على ضفاف قناة السويس فى الفترة 1968ــ1970، حين تم نصب 4 أسراب طائرات روسية ضد سلاح الجو وخلال ذلك دارت بين إسرائيل وروسيا حرب إلكترونية، حاول كل طرف فيها أن يكون فيها متفوقا على الطرف الآخر. ولكونى ضالعا فى سياق تلك الحرب فى حينه، فى وسعى القول إن أى تصعيد روسى استلزم تصعيدا إسرائيليا، وكان هناك إصرار فى الجانب الإسرائيلى على تحقيق هذه المعادلة. وبلغت ذروة تلك المواجهة عندما صادقت رئيسة الحكومة الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير على نصب فخ جوى للطيارين الروس وإسقاط 5 طائرات روسية من طراز «ميج» فى يوليو 1970. وبعد هذه الحادثة بـ10 أيام أُعلن وقف لإطلاق النار انتهى فى حرب يوم الغفران فى سنة 1973 [حرب أكتوبر 1973]، بعد يوم واحد من مغادرة آخر الخبراء الروس الأراضى المصرية. ويقدر معظم المحللين أن نتيجة تلك الحرب كانت التعادل.
أما المواجهة المباشرة الثانية بين إسرائيل وروسيا فقد وقعت فى الأسبوع الأول من حرب يوم الغفران حين نجح المصريون والسوريون، بمساعدة صواريخ أرض ــ جو روسية، فى إسقاط 60 طائرة من طائرات سلاح الجو الإسرائيلى، أى نحو ثلث الأسطول الجوى الإسرائيلى.
إن تجربة الماضى تثبت أن النجاح فى المواجهة ضمن حقل الحرب الإلكترونية ضرورى من أجل تحقيق النصر. ومثل هذا النجاح يمكن تسجيله عن طريق المساس بقدرة توجيه الوسائل القتالية نحو أهدافها، وتعطيل منظومات التوجيه عبر الأقمار الاصطناعية ومنظومات الاتصال بين الطائرات. وهنا يكمن عصب المواضيع المصيرية.

إفرايم هليفى
الرئيس السابق لجهاز الموساد ومجلس الأمن القومى
يديعوت أحرونوت
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved