كلهم يعنى كلهم..

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الأحد 27 أكتوبر 2019 - 8:20 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع على الطريق مقالا للكاتب طلال سلمان وجاء فيه:

أسقط المتظاهرون جميع أهل السلطة، بدءا برئيس الجمهورية مرورا بصهره الذى لا شبيه له، إلى رئيس المجلس النيابى إلى الحكومة بوزرائها جميعا، إلى النواب من دون استثناء، إلى رؤساء مجالس الإدارة فى المؤسسات التى ابتدعت لتخدم مصالح الزعماء ونسائهم وبناتهم وأصهارهم جميعا.
كان الجمهور عادلا فلم يستثنِ واحدا من «الكبار»، ووجه إلى جميعهم اتهامات قاسية، وشتائم مقذعة.
«كلهم، يعنى كلهم»: هذا هو الشعار.
.. وحين هاجم بعض أنصار هؤلاء القادة المطهمين تعالت أصوات الاستنكار والشجب، مصحوبة ببعض الشتائم والسباب.
سقط الجميع فى امتحان «الشعبية» و«احترام» ألقاب الفخامة والدولة والدولة مكرر (الأولى لرئيس مجلس النواب والثانية لرئيس مجلس الوزراء)، ومعها أصحاب المعالى والسعادة.
ها هو صوت الذين لا صوت لهم يلعلع فى الفضاء المفتوح: كلهم يعنى كلهم.
تمر الأيام ولا يتعب المتظاهرون الذين ملأوا الساحات فى المدن جميعا:
بيروت، طرابلس، صيدا، صور، حاصبيا، جونية، جبيل، البترون، وصولا إلى عكار بعاصمتها حلبا وحتى الحدود مع سوريا.. وبلدات جبل عامل حتى الحدود مع فلسطين المحتلة، التى طالما كانت مصدر خير للعاملين قبل الاحتلال الإسرائيلى.
تمر الأيام ويتساقط رموز النظام جميعا، بالرؤساء والوزراء والنواب ورؤساء مجالس إدارات المؤسسات التى أنشئ بعضها بلا مبرر، والتى أنشئ بعضها الآخر إرضاء لهذا «الزعيم» أو ذاك.
لن يتعب المتظاهرون الذين غمروا بحيويتهم ومطالبهم وصرخات غضبهم جميع أنحاء لبنان، وإن كانوا قد منعوا من الوصول إلى مقار الرئاسات، ومنعوا أنفسهم من اقتحام بيوت الوزراء والنواب والذين جنوا الثروات الحرام وسرقوا عرق جباه الناس، كل الناس الذين لولاهم لما بقى لنا وطن.
أما حرامية المال العام فقصورهم فى العواصم المذهّبة تنتظر أن يهربوا إلى حيث ألقت حملها أم قشعم.. وعليك أن تعرف من هى أم قشعم.

النص الأصلى

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved