2013 سنة مصرية أمريكية كبيسة

محمد المنشاوي
محمد المنشاوي

آخر تحديث: الجمعة 27 ديسمبر 2013 - 7:50 ص بتوقيت القاهرة

لم يشهد تاريخ العلاقات المصرية الأمريكية منذ إعادة تأسيسها على قواعد جديدة عقب انتهاء حرب أكتوبر فترة مليئة بالإثارة والتوتر كما شهد عام 2013. وكان الارتباك هو سيد الموقف الأمريكى كما يظهر من خلال تسلسل الاحداث على النحو التالى:

• بدأ عام العلاقات بانتقاد أمريكى شديد للرئيس محمد مرسى عقب عرض فيديو قديم على الإنترنت يحتوى على تصريحات له تعود لعام 2010 حين كان قياديا فى جماعة الإخوان المسلمين. وتضمن الفيديو هجوما لمرسى على اليهود والصهاينة مطالبا بإرضاع أبناء المسلمين كراهية اليهود، فيما وصفهم بمصاصى الدماء ومشعلى الحروب وبأنهم أحفاد القردة والخنازير. ورغم قدم الفيديو المذكور، إلا أن عرض تقرير عنه فى الصفحة الأولى لصحيفة نيويورك تايمز يوم 14 يناير اثارت تساؤلات حول جهود مرسى لتقديم نفسه كشخص معتدل وساع للاستقرار.

• أدركت واشنطن تطلع الرئيس الأسبق لزيارتها لأسباب متعددة، فقد خرج بيان لمؤسسة الرئاسة المصرية فى أغسطس 2012 ليذكر أن مرسى سيقوم بزيارة واشنطن بعد انتهاء زيارته لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال سبتمبر، وهو ما لم يحدث. ثم خرج بيان آخر ليذكر أن زيارة مرسى ستتم خلال ديسمبر، وهو ما لم يحدث أيضا. ثم ذكر الرئيس مرسى نفسه لمحطة سى إن إن قيامه بزيارة واشنطن قبل انتهاء شهر مارس، وهو ما لم يحدث أيضا. وظهر جليا عدم ترحيب الإدارة الأمريكية بزيارة مرسى إلى واشنطن.

•••

• بمجرد صدور قرارات سجن المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى يوم الثلاثاء 4 يونيو، فتحت واشنطن نيران مدفعيتها الثقيلة تجاه الرئيس مرسى ونظام حكمه، وليبدأ معها فصلا جديدا شديد التوتر فى ملف علاقات الدولتين. ودعت إليانا روس ليتينن، رئيسة اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إلى مطالبة الرئيس محمد مرسى بإصدار عفو عن جميع الأفراد الذين كانوا يعملون بالمنظمات غير الحكومية فى مصر والبالغ عددهم 43 فردا، كما طالبت بإعادة فتح مكتب هذه المنظمات دون مزيد من المضايقات من جانب السلطات الحكومية.

• ثم جاءت أخبار كشفت وكالة رويترز عن وثيقة وقعها وزير الخارجية جون كيرى فى التاسع من مايو الماضى يطالب فيها الكونجرس بالتصديق على مساعدات عام 2013 لمصر معتبرا أن هذا يخدم المصلحة الوطنية الأمريكية، وليؤكد عدم وجود رغبة أمريكية على الاقتراب من المساعدات خاصة فى شقها العسكرى. وذكرت الوثيقة أن تقديم المساعدات العسكرية يخدم المصالح الوطنية للولايات المتحدة بما فى ذلك زيادة الأمن فى شبه جزيرة سيناء والمساعدة فى منع هجمات من قطاع غزة على إسرائيل ومكافحة الإرهاب وتأمين المرور فى قناة السويس واستخدام الأجواء المصرية.

•••

• بدأ حديث أوباما عن الشأن المصرى المتأزم يوم 29 يونيو خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الجنوب أفريقى جاكوب زوما فى بريتوريا إنه يود أن يرى «الرئيس المصرى والمعارضة ينخرطان فى حوار بناء وشجب العنف»، مضيفا أنه يتابع الوضع فى مصر «بقلق». وأشار أوباما إلى أن بلاده تقف على الحياد فى الأزمة، قائلا «لا ندعم أى طرف ضد طرف آخر.. ونحن نحترم الانتخابات وندعم مسار الديمقراطية وحكم القانون». ثم قام أوباما بالاتصال بمرسى يوم الاثنين 1 يوليو للتعبير عن قلقه إزاء التطورات التى تشهدها مصر، وشدد على أن الديمقراطية هى أكثر من مجرد انتخابات، بل هى أيضا ضمان أن تكون أصوات جميع المصريين مسموعة وممثلة من قبل حكومتهم، وذلك يتضمن العديد من المصريين الذين يتظاهرون فى جميع أنحاء البلاد.

• عقب ساعات من خطوة الجيش بعزل مرسى وتعطيل الدستور، انتقدت إدارة الرئيس أوباما تدخل الجيش، وعبرت عن قلقها لهذه الخطوة، إلا أنها تجنبت وصفها بالانقلاب. وأصدر البيت الأبيض بيانا مكتوبا أعرب فيه أوباما عن قلقه البالغ لعزل مرسى، وقال إنه أصدر توجيهات إلى الأجهزة الأمريكية المعنية لمراجعة أبعاد تدخل الجيش، لتقرير هل سيكون لها أى تأثير على المعونة المقدمة لمصر. وحث أوباما الجيش المصرى على تفادى أى اعتقال تعسفى لمرسى وأنصاره، ودعاه إلى العمل على نقل السلطة إلى رئيس مدنى منتخب فى أقرب وقت.

• مع عدم تحقيق جهود المصالحة الدولية أى تقدم بين الجيش وجماعة الاخوان، طالب أوباما من عضوى مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسى جراهام السفر لمصر والعمل على إقناع الجيش بجدوى المصالحة. واجتمع الزائران مع الجنرال عبدالفتاح السيسى محاولين الضغط بلا جدوى. ثم وصف ماكين وجراهام ما جرى لمصر منذ الثالث من يوليو بأنه «انقلاب عسكرى، على اعتبار أن غير المنتخبين هم الذين يحكمون بينما المنتخبون معتقلون». ثم تنصل كل من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية من تصريحات ماكين وجراهام التى أدليا بها فى القاهرة فى ختام زيارتهما.

•••

• أثناء حواره مع صحيفة واشنطن بوست يوم 3 أغسطس الماضى، أتهم الفريق عبدالفتاح السيسى إدارة أوباما بتجاهل إرادة الشعب المصرى وبعدم توفير الدعم الكافى وسط تهديدات بانزلاق البلاد إلى مستنقع الحرب الأهلية. وقال السيسى إن أمريكا «تركت المصريين وحدهم» فى الأزمة وإنها «أدارت ظهرها للمصريين»، مضيفا أن «المصريين لن ينسوا ذلك لأمريكا». كذلك عبر السيسى عن غضبه لتأجيل توريد أربع طائرات مقاتلة من طراز إف ــ 16 للقوات الجوية المصرية.

• قبل فض اعتصامى ميدان رابعة والنهضة اتخذت واشنطن بعض الخطوات العقابية تجاه الجيش المصرى مثل وقف توريد أربع طائرات إف 16، ووقف تزويد الجيش المصرى بـ 12 طائرة أباتشى من طراز «أى إتش 64» دى. وبينما تناقلت شاشات الفضائيات صور قتلى فض الاعتصامات، أعلن الرئيس أوباما الغاء مناورات النجم الساطع من دون أن يذكر أى شيء عن المساعدات لمصر. ثم اتخذ أوباما قراره بوقف المساعدات العسكرية فى التاسع من أكتوبر الماضى.

• أكد جون كيرى خلال زيارته للقاهرة يوم 3 نوفمبر أن واشنطن ملتزمة بدعم خارطة الطريق التى وضعتها الحكومة الانتقالية. وأنتقد سرقة جماعة الاخوان المسلمين لثورة الشباب المصرى، كما أكد وجود مؤشرات على أن قادة الجيش المصرى مستعدون لإرساء الديمقراطية. وبعد ذلك بخمس أسابيع انتقد وزير الدفاع هاجل ما أقدمت عليه السلطات الأمنية فى مصر من توجيه اتهامات بالتخابر لمحمد مرسى وعددا كبيرا من قيادات جماعة الاخوان المسلمين.

• وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى أمس على مشروع قانون يعطى البيت الأبيض حق تقديم مساعدات خارجية للدول التى يقع فيها انقلابات عسكرية إذا ما رأت الإدارة الأمريكية أن هذا يخدم «مصالح هامة للأمن القومى الأمريكى».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved