الاتحاد - الإمارات: العام المعماري العربي 2020

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الجمعة 27 ديسمبر 2019 - 10:20 م بتوقيت القاهرة

نشرت جريدة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب «محمد عارف».. نعرض منه ما يلى..

إذا كانت الأعوام كائنات حية، وهى كذلك، فسيقع العام المعمارى العربى 2020 فى غرام عمارة العام 2019 العربية من النظرة الأولى، وسيحار كيف يضاهيها فى إبداع عمارة «قصر الحصن»، أحد أقدم وأجمل منشآت عمران أبوظبى؟ وماذا يفعل لدعم تحقيق مشروع أكبر متنزه فى العالم خارج العاصمة السعودية الرياض، كلفته 230 مليار دولار، ويوفر أجواء منعشة على مدى السنة، وتشمل مساحته نحو 14 كيلومترا مربعا، وتزرع فيه 8 ملايين شجرة لامتصاص غاز ثانى أوكسيد الكربون الذى يسمم مدن العالم؟ وهل يشهد العام الجديد فى القاهرة تحقيق مشروع بناء عمارات كالغابات، تتدرج على طوابقها أدغال نخيل وأعناب وأشجار زهور؟ وماذا عن «حديقة عدن» جنوب طنجة فى المغرب، التى تسحر العالم صورها فى كتاب EDEN REVISITED للمؤلف الإيطالى «أومبرتو باستى»؟ وكيف يساعد المعماريون العراقيون فى إنشاء أروع مشاريعهم المعمارية العالمية المنسية؟ أو لتحقيق نتائج مسابقة ملاذ للاجئين السوريين فى مدينة «ريحانلى» على الحدود التركية السورية، تذكرة حزينة بدمار «حلب» أقرب المدن السورية لموقع «ريحانلى»؟

ويفتح العام 2020 عينيه على سكة حديد الحرمين الفائقة السرعة، التى تضم أربع محطات تربط جدة والمدينة المنورة والرياض ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، المصممة لاستخدام نحو مائة مليون مسافر سنويا. ويستهل العام الوليد بافتتاح «قلعة الطريف» موئل الدولة السعودية الأولى التى تأسست فى «الدرعية» عام 1744 شمال غرب العاصمة الرياض، وأدخلت ضمن قائمة «اليونسكو» لمواقع التراث العالمى، وتشعر بعبق العمارة التقليدية فى متاهة أزقة «قصر السلوى» المبنى داخل «قلعة الطريف» بالطابوق الطينى. وتعتبر الدرعية، التى تبلغ مساحتها بضعة كيلومترات، أكبر مدينة حديثة فى العالم مبنية بالطين، والعمل فيها حثيث لبناء فنادق، وأسواق، ومساكن، ومتاحف لاستقبال ملايين السياح المتوقع أن يزوروا هذا الموقع التاريخى، الذى استقبل الخريف الماضى بين أول زواره من زعماء الدول، الرئيس الروسى بوتين.

و«قصر الحصن» فى الإمارات قلعة بنيت فى القرن الثامن عشر بصخور مرجانية بحرية، وأعيد استخدامها فى تجديده، وأقيم برج المراقبة كما كان عليه سابقا، مع الحفاظ داخل حجرات الحصن على نمط التهوية التقليدى فى الخليج، الذى يشمل فتحات ومجارٍ يتدفق عبرها النسيم المنعش. ويتكون الآن «قصر الحصن» المبنى بالحجارة البيضاء الناصعة من باحات ورواقات طويلة، ويضم مقرات «المجلس الثقافى» و«المجلس الاستشارى» و«منزل الحرفيين»، ومسرحا يتسع لنحو ألف متفرج، ومكتبة للأطفال.

والتصميم غير العمارة، لكنه وليدها، وهو يحقق أبدع أحلامها. ففى القاهرة أسست هند فؤاد، ومريم حمزة، خريجتا عام 2012، استوديو لتحويل الأكياس، وغيرها من النفايات البلاستيكية، إلى قماش لصنع حقائب مزركشة، وسجاجيد، وأغطية كراسى زاهية الألوان. «نحن نعتقد أن التصميم قادر على حل مشاكل مستعصية، وهكذا بدأنا بمشكلة النفايات التى تشوه القاهرة ومدن مصر الأخرى». وفتح فن التصميم أسواقا عالمية لإبداعات تطريز نساء المخيمات الفلسطينية فى لبنان التى تصور أشجار وحدائق ورموزا دينية.. بادرت لتسويقها شركة لبنانية أميركية اسمها «كسوه» Kissweh.

وفى هذا الهزيع الذى قد يكون الأخير من ليل العراق، تهرع العمارة إليه بجواهره المعمارية المنسية، ليس جنائن بابل المعلقة، ولا بوابة عشتار أو الزقورات أو ملوية سامراء.. بل نفائس معمارية أوحى بها العراق الحديث لأساطين العمارة العالمية وأعلنها الأسبوع الماضى الأكاديمى المعمارى خالد السلطانى، الذى يقوم ويقعد بقوة العمارة العراقية، ويسعى الآن مع زملائه المعماريين لتنفيذ مشاريع مهمة صممها معماريون عالميون تبث الزهو فى نفوس البغداديين، وتستعيد تجربة أحد أهم المعماريين العالميين هو «لودفيك ميس فان دير رو» الذى كان يقول: «من غير الممكن التطلع إلى الأمام ونظرك مشدود إلى الخلف».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved