الهند.. حملة تنظيف من أجل حكومة نزيهة

صحافة عالمية
صحافة عالمية

آخر تحديث: السبت 28 فبراير 2015 - 12:40 م بتوقيت القاهرة

شرت مجلة كريستيان ساينس مونيتور افتتاحية حول فوز حزب المواطن العادى فى انتخابات المجلس التشريعى بولاية نيودلهى فى الهند، متناولة أبرز القضايا التى تواجه الحزب وهى مكافحة الفساد الحكومى مبينا موقع الهند فى ملف الشفافية ومكافحة الفساد. حيث يرى المقال أن فوز الحزب الكبير، والمعروف بمكافحة الفساد، ربما يعكس المزاج الشعبى فى العديد من المدن سريعة النمو فى العالم. فالفقراء فى المناطق الحضرية يطالبون المسئولين بالنزاهة.

وتشير الافتتاحية إلى بيانات الأمم المتحدة حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم الآن فى المدن، بينما يعانى معظم سكان المدن من الفقر. ومن بين الإهانات اليومية للفقراء اضطرارهم إلى دفع رشاوى تافهة لمسئولين. ومنذ أيام، تفجر أخيرا فى انتخابات شعبية فى نيودلهى، ثانى أكبر مدن العالم، السخط ضد هذا الفساد والمطالبة بحكم نزيه. وحصد حزب "عام آدمى" (المواطن العادى) الذى يطالب بمحاربة الفساد 67 مقعدا من سبعين مقعدا جرت عليها انتخابات ولاية نيو دلهى.

ويبين المقال أن حجم الفوز لم يكن المفاجأة الوحيدة. فقد بعث الناخبون فى العاصمة الهندية برسالة أيضا إلى رئيس الوزراء ناريندرا مودى وحزبه القومى الهندوسى. فقبل تسعة أشهر فقط، حقق مودى فوزا كبيرا فى انتخابات البلاد وتولى رئاسة الحكومة مع تعهد بتشكيل حكومة نظيفة. ولكن مع عدم ظهور نتائج يلمسها الشعب حتى الآن، لم يستطع حزبه أن يفوز سوى بعدد قليل من المقاعد فى هذه الانتخابات المحورية. ولم يستفد رئيس الوزراء شيئا من ارتدائه أخيرا بدلة بها خيوط ذهبية مكتوب بها حروف اسمه، على نحو متكرر تكلفت ما يقدر بـ 17 ألف دولار.

***

وتشير الجريدة إلى ما صرح به زعيم حزب المواطن العادى، أرفيند كيجريفال، بعد فوزه، أن أولويته القصوى هى إنهاء الرشوة فى عاصمة معروفة بفسادها المستشرى. وقال لأنصاره "عندما كنت تمشى على درب الحقيقة، يكون خلفك كل قوة الكون".

وفى دراسة أجريت أخيرا، قال أكثر من نصف المواطنين الهنود أنهم دفعوا رشوة فى العام الماضى. ومثلما ارتفع الازدهار الاقتصادى فى الهند، تصاعدت أيضا، حركة مكافحة الفساد. واستطاع كيجريفال وحزبه الفوز فى الانتخابات الماضية فى نيودلهى عام 2013 لكنه استقال بعد أن سدت الطرق أمام إصلاحاته. والآن يعود مرة أخرى فى سياق سياسى جديد وفى موقف أقوى. ويتناول المقال ما كتبه الصحفى سا جاريكا جوس فى صحيفة ذا تايمز أوف إنديا حيث قال "عندما يتم تجريم سبل عيش الفقراء يوميا فى مدينة ما يصبح الحزب الذى يتعهد بمعالجة هذه التفاوتات الوحشية عامل تغيير".

***

وترى الجريدة أنه لابد من متابعة جهود مكافحة الفساد فى الدول سريعة النمو الحضرى. حيث تعيش الصين واندونيسيا والهند والبرازيل، على سبيل المثال، الآن فى وضع مكافحة الفساد فى السياسة. ومن بين هذه الدول، يمكن أن تحرز الهند أكبر قدر من التقدم. وقد تحسن مركزها على "مؤشر مدركات الفساد" حسب منظمة الشفافية الدولية ومقرها برلين، ويتم تصنيفها الآن على أنها أقل فسادا من الصين.

وتشير منظمة الشفافية الدولية إلى أنه من بين أسوأ 15 دولة من حيث مستوى الفساد، تعانى 12 دولة من حركات تمرد أو أنشطة متطرفة. ويقول تقرير المنظمة، الذى عرض أخيرا فى مؤتمر الأمن فى ميونيخ :"يعتبر الفساد، الرابط المشترك بين الأنشطة الإرهابية لبوكو حرام فى نيجيريا، والاتجار بالمخدرات فى المكسيك، وشبكات المحسوبية فى أفغانستان والنظم الاستبدادية أمام ساحة ميدان فى أوكرانيا".

وفى النهاية مازال الانتظار واجبا لما سيقدمه حزب المواطن العادى فى السياسة لأكبر مدينة فى الهند. ويسخر المقال من تحديات الحزب حيث سيكون الحزب بحاجة إلى ما هو أكثر من رمزه (المكنسة) لتنظيف الحكومة. ولكن بالنسبة للمدن الكبرى فى أماكن أخرى من العالم، ترسل حملة التنظيف الانتخابية إشارة أمل فى أن الطرق القديمة لايلزم أن يكون السبل الوحيدة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved