هل يستطيع أبوغازى إنقاذ نظامه؟

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الخميس 28 أبريل 2011 - 10:00 ص بتوقيت القاهرة

 أعرف مدى إيمان د. عماد أبوغازى ــ وزير الثقافة ــ بحرية التعبير وإطلاق الخيال إلى عنان السماء على المستوى الشخصى.. ولكن يبدو أنه أصبح محاطا بواقع سياسى واجتماعى فرض عليه نظاما فكريا محددا فى التعامل مع الأنشطة والتظاهرات والمهرجانات الفنية الكبرى، فحتى هذه اللحظة نشعر أن هناك حالة ارتباك فى اتخاذ قرار واضح وصريح تجاه إقامة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هذا العام، وإذا كانت هناك نية لعدم إلغائه، فهل يستطيع الوزير التفاوض مع رعاة من القطاع الخاص ليزيحوا عنه «هم» التمويل؟.. هل ستكون لديه القدرة على الخروج من شرنقة التفكير الحكومى إلى الانفتاح على رؤى آخرين خارج الدائرة الرسمية يحلمون بالمشاركة والارتقاء بمهرجان مصر السينمائى الأول وأن يحتل مكانة كبيرة وسط نظرائه من المهرجانات الدولية؟.

أيضا لم تكن الرؤية واضحة تجاه مهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط، وما إذا كان يستطيع أن يدفع قيمة الدعم المتعارف عليه ــ الذى يبلغ نحو 100 ألف جنيه ــ حتى يستطيع المهرجان الإعلان عن ميعاد دورته وهويتها، وهل سيتحمل قيمة دعم وزارة الإعلام التى أصبحت بلا كيان لجوائز المهرجان؟.

ما يثير القلق أن الأمور أصبحت غير واضحة ويشوبها الغموض بشأن كيان هذه المهرجانات الدولية التى تحمل اسم مصر، حتى مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية والذى يعد المتنفس الوحيد للسينمائيين الشباب والتيارات السينمائية المستقلة الجديدة، لا نعرف ماذا سيكون مصيره..هل ستدعمه الوزارة أم لا.

المهرجان القومى للسينما المصرية قد مر ميعاده مرور الكرام، ولم نر تصريحا أو إعلانا لا من رئيسه ولا من الوزارة عن موقفه بالتأجيل أو الإلغاء أوحتى تعديل تاريخه وفقا للظروف التى تمر بها مصر، وإن كنت أرى أنه كان من المهم إقامته أيا كان الشكل، فهو فى النهاية يرصد حال أفلامنا وإلى أين ستسير.

أعرف أن هناك ضغوطا كثيرة تفرضها أحداث الواقع، لكن يجب أن يكشف أبوغازى عن رؤيته وأن يدافع عن منهجه ونظامه فى الإيمان بقيمة مثل هذه المهرجانات.. ومهرجانات أخرى صغيرة تبحث عن مكانه لها فى خريطة الأحلام، تلك الخريطة التى ستتغير ملامحها خلال الفترة القادمة بقوة دفع شبابية لا يمكن إيقافها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved