ليفربول وبهجة الاحتفال ودرجة صلاح
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 28 أبريل 2025 - 6:05 م
بتوقيت القاهرة
** كانت احتفالية فوز ليفربول باللقب ممتعة للغاية. وهى الأولى فى ملعب أنفيلد منذ عام 1990. فالفريق لم يحتفل بالبطولة السابقة مع جماهيره بسبب جائحة كوفيد. الفوز على توتنهام بخمسة أهداف مقابل هدف كان عرضا خاصا قدمته فرقة ليفربول لكرة القدم الرفيعة، على مسرح أنفيلد أمام مدرجات كاملة العدد، بخلاف جماهير كانت خارج الملعب. الاحتفالية والفرحة والأغانى والأناشيد واللقطات الطريفة وضحكات اللاعبين وسعادتهم، وصور السيلفى لصلاح مع الجمهور، والتصريحات الصادقة النظيفة كل هذا كان أمرا ممتعا، نقلته لنا بى إن سبورت على الهواء مباشرة، ولم تتعجل الانتقال إلى الاستوديو لأى حديث فنى أو تحليل للمباراة وللبطولة. وهذا حس صحفى حقيقى فقد تركتنا القناة للبهجة، كى نراها ونسمعها ونتنسمها ونعيش معها حتى أن عيوننا لم تستطع أن تغادر المشهد، فما هو الأهم فى تلك للحظة؟ مشهد فرحة الانتصار أم «كلمات هى ليست كالكلمات» مع الاعتذار لطاقم الاستوديو فى تلك الليلة الذين أحرص دائما على متابعتهم، وهم طارق الجلاهمة وحاتم الطرابلسى، وطارق الحماد والمعلق الصديق على سعيد الكعبى.
** نعم توقف كل شىء وتركت لنا بى إن سبورت الصور تنطق، وتتحدث، وتتكلم، وترقص أيضا على أنغام مسموعة على الشاشات واستمر المشهد دون ملل، ودون لحظة تجاوز. فهؤلاء ناس يحتفلون بانتصار رياضى ببساطة، ولا يحتفلون بانتصار فى حرب على عدو.
وانظر ماذا قال أرنى سلوت أول مدرب هولندى يفوز بلقب الدورى، وأول مدرب فى تاريخ المسابقة يفوز فريقه باللقب فى موسمه التدريبى الأول: «التحية ليورجن كلوب» ثم طلب من جماهير النادى غناء أغنية كلوب المفضلة، وهى : Life is life (الحياة هى الحياة) لفريق أوبوس النمساوى، وكان كلوب وجهها للمدرب التالى له. وقال أرنى سلوت إن المدرب الالمانى ترك ثقافة مهمة فى ليفربول وهو مساهم فى الفوز باللقب الحالى الذى يعادل رقم يونايتد، وقد ساعدنى كلوب بما تركه فى الفريق، وأشكره على ذلك.
** لم يتحدث أرنى سلوت عن عبقريته وموهبته ونجاحه وأن لاعبيه نفذوا تعليماته، ففى لحظات الانتصار الرياضى تختفى «أنا والعياذ بالله» من قاموس المنتصر . وهكذا اشاد سلوت بلاعبيه والجماهير وفريق العمل معه.
** فى التقييم النهائى لأداء لاعبى ليفربول ، منحت الصحف الإنجليزية محمد صلاح الدرجة النهائية 10 من 10، وشاركه هذه الدرجة لاعب واحد فقط وهو فان دايك. ويمكن أن نضيف هنا أرقام صلاح فهو حتى مباراة اللقب أمام توتنهام سجل 28 هدفا ، وهو فى ترتيب الهدافين التاريخيين جاء ثالثا بعد إيان راش، وروجر هانت برصيد 244 هدفا فى 397 مباراة. وجاءت درجات بعض اللا عبين كما يلى: رايان جرافينبيرش 9 من عشرة. ولويس دياز 8، ماك أليستر 9، جابكو 8 نونيز 6. أليسون بيكر 8. أرنولد كانوتيه 8.
** سوف تظل للأرقام دلالتها ودرجاتها، لكنى أمنح اللاعب درجاته على الإبداع، والابتكار، والمهارات، مع الاستناد على الأرقام بالطبع. فكيف سجل صلاح مثلا هدفه الأول فى مباراة اللقب والرابع لليفربول. سجله بنفس الطريقة التى سجل بها معظم أهدافه. من مركز الجناح الأيمن، يراوغ المدافع. وتتنوع خدعة المراوغة. ثم ينقل الكرة إلى قدمه اليسرى، ثم يسدد من أضيق مساحة أمامه ويحرز أهدافه. فكيف لم يجد المنافسون حلا لإيقاف تلك المهارة؟
** كان ليفربول تقدم بثلاثة أهداف مقابل هدف. وحين سجل صلاح هدفه الأول غنى الجمهور للملك المصرى الذى اعتبرته صحف ملكا لإنجلترا.. لقد حقق صلاح تاريخا مشهودا وموثقا للاعبين المصريين المحترفين عبر مائة عام، وذلك فى زمن أصبح الخبر يطير فى ثانية، والصورة تنطق بالتفاصيل للملايين. ولم نعرف أبدا حتى اليوم واللحظة لاعبا مصريا أو عربيا غنى له الجمهور الإنجليزى وتوجه ملكا واثق الخطوة يمشى ويلعب.