معركة الصحفيين فى عبد الخالق ثروت

طلعت إسماعيل
طلعت إسماعيل

آخر تحديث: الإثنين 28 أبريل 2025 - 6:05 م بتوقيت القاهرة

 

دائما ما نصف انتخاب ممثلين عن الناس فى إدارة شئون عملهم، أو تنظيم حياتهم بـ «العرس الديمقراطى» على اعتبار أن الإرادة الحرة فى الاختيار تستحق أن تقام لها «الأعراس»، وتعلق لها الزينات وترفع لها الرايات، كعنوان للفرح والسرور.

قد تشهد المعارك الانتخابية، وحمى المنافسة، خلال حملات الدعاية، أحيانا، صورا مشوهة، وخروجا على قواعد اللعب النظيف، بل والتجريح، والطعن فى الخفاء والعلن، وكأننا فى معركة حربية، لكن تبقى للديمقراطية فوائدها التى لا تقارن بتغييب إرادة الناس، أو سلب حقهم فى الاختيار الحر لمن يمثلهم فى إدارة مصالحهم.

من هذا المنظور أتابع انتخابات التجديد النصفى لسته من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، ومقعد النقيب، التى ستحط أوزارها، يوم الجمعة المقبل، بعد  تأجيل اجتماع الجمعية العمومية لأربع مرات متتالية، وهو ما فتح الباب أمام أطول حملة دعاية، استمرت لأكثر من شهرين متتاليين، زار خلالها الزملاء المرشحون مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، كبيرها وصغيرها، لأكثر من مرة.

حملات الدعاية لم تغفل، الروابط والشعب، والتجمعات الصحفية فى المحافظات المختلفة، سعيا لإقناع أوسع جمهور من الناخبين، وكسب أصوات ستكون الكلمة الفصل بين المتنافسين، يوم تفد الجموع على صناديق الاقتراع فى 4 شارع عبد الخالق ثروت مقر نقابتنا العريقة بقلب القاهرة.

 قدم المرشحون ما لديهم من وعود، وعهود، بالخدمات، وتحقيق الأمنيات، خطبا لود الجمعية العمومية التى ستقرر فى نهاية المطاف من يمثلها فى إدارة شئون النقابة، وسط تحديات عدة تواجه الأوضاع المعيشية الصعبة للصحفيين، والواقع الأصعب للصحافة ذاته.

وفى خضم المنافسة، شردت بعض الأصوات، ووقع البعض الآخر فى المحظور، وشهدنا سقطات من أنصار هذا المرشح أو ذاك، وخاصة على مقعد النقيب، ضربات تحت الأحزمة، وتعريضا لا يليق بزملاء يتنافسون فى النهاية على «كراسى» للخدمة التطوعية والعمل بلا أجر، وليس على مناصب أو مغانم، ومقاعد المفروض أنها غير وثيرة، ولا تحتاج إلى كل هذه «الحروب» الضارية!

لا ننكر أن هناك أصواتا عاقلة، أدركت خطورة الانزلاق إلى هوة تشويه المنافسين، باتهامات، وشائعات، يدخل بعضها تحت طائلة القانون، ولا تليق بأرباب الأقلام، ومن يحملون على عاتقهم رسالة تنوير الرأى العام، والبحث عن المتاعب لتقديم الحقيقة بمختلف وجوهها، وبما يحصن مجتمعنا من الأخطار والأضرار، ويدعم قدرتنا على تخطى العقبات والتهديدات التى تحيط بنا.

أعلم صدق النوايا فى السعى لخدمة الصحفيين، والارتقاء بالعمل النقابى، للزميلين، الأوفر حظا على مقعد النقيب، الأستاذين خالد البلشى، وعبد المحسن سلامة، كل بحسب رؤيته فى تقديم الخدمة والدفاع عن حرية الصحافة، وقد خبر الرجلان العمل النقابى لسنوات طويلة سواء فى مجلس النقابة أو على مقعد النقيب، ولكل منهما أنصاره المتحمسون، غير أن هذه الحماسة يجب  ألا تغفل أننا أمام انتخابات، وليس ساحة حرب لا يحمد عقباها.

لا نريد أن يدعى البعض الحكمة بأثر رجعى، فهناك من تورط فى تفجير معارك، ومن أشعل النيران، ولم يكن على قدر المسئولية، لكن كل ذلك يظل قشورا، وبثورا يسهل علاجها، إذا ما خلصت النوايا، وأدرك الجميع أن الانتخابات مجرد أداة للفرز وحسن الاختيار، وأن المقاعد ليست للوجاهة، أو جلب المنافع، بل وسيلة للخدمة العامة التى لا تخلو من مصاعب. 

من حق الزملاء أعضاء الجمعية العمومية اختيار من يرونه الأصلح من بين المرشحين، سواء على مقعد النقيب أو عضوية المجلس، وذلك ضمن ضوابط، وأعراف نقابية ورثناها جيلا وراء جيل داخل «بيت الصحفيين» الذى يجمع ولا يفرق، ويبغض الانقسام، كى يظل شعار الجميع «عاشت وحدة الصحفيين».

وفى الأخير لدينا مرشحون كثر يستحقون الجلوس فى قمرة قيادة نقابة الصحفيين، فقط المطلوب حسن الاختيار من بينهم، والتمحيص فى البرامج والشخوص، والبحث عن كل وجه يمكن أن يحدث الفارق، بعيدا عن التراشق والتنابز بالألقاب، وأن نؤمن أن سنة الحياة التغيير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved