الإنجليز يبيعون رمز كرة القدم!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 28 سبتمبر 2018 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

** نشرت الصحف البريطانية عدة تقارير عن بيع استاد ويمبلى العريق إلى الملياردير الباكستانى شاهيد خان مالك فريق فولهام مقابل مليار و393 مليون دولار تقريبا. ومعروف أن استاد ويمبلى يملكه اتحاد كرة القدم وتديره شركة ملعب ويمبلى الوطنية. والصفقة وافق عليها مبدئيا مجلس إدارة اتحاد الكرة الإنجليزى وستعرض على الجمعية العمومية للاتحاد يوم 11 أكتوبر المقبل.

** وشاهيد خان هو من أثرياء العالم، وترتيبه رقم 217 حسب تصنيف مجلة فوربس، وتقدر ثروته بـ 5.2 مليار جنيه إسترلينى. أما استاد ويمبلى فهو معبد كرة القدم فى إنجلترا ورمزها، تأسس عام 1923، وهدم فى 2002 وأعيد بناؤه وافتتح عام 2007. وهو أكبر ملعب فى إنجلترا وسعته 90 ألف متفرج، وثانى أكبر ملعب فى أوروبا بعد استاد برشلونة الذى يسع 99 ألف متفرج.. وعملية البيع لابد أن تحظى بموافقة الجمعية العمومية للاتحاد. وكذلك موافقة الحكومة البريطانية ووزير الرياضة، إذ إن الحكومة ساهمت فى إعادة بناء ويمبلى، بمبلغ 120 مليون جنيه إسترلينى، وتكلفت عملية إعادة البناء 798 مليون جنيه إسترلينى.

** من تفاصيل الصفقة أن شاهيد خان هو أيضا مالك فريق كرة قدم الأمريكية «جاكسونفيل جاجوار» ويريد الاستفادة من ملعب «ويمبلى» لصالح فريقه، وقد إعتاد على إقامة مباراة سنويا للفريق فى ويمبلى منذ عام 2003. والفكرة أنه يرى أن الإستاد يمكن أن يكون مصدر دخل وترويج لفريق كرة القدم الأمريكية فى إنجلترا وفى أوروبا، ويدر دخلا كبيرا من حقوق النقل التليفزيونى، ويرى أن المستقبل للكرة الأمريكية.. كذلك من شروط إتمام الصفقة إقامة مباريات المنتخب الإنجليزى ونهائى كأس إنجلترا باستاد ويمبلى.

** ويبرر الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم بيع ويمبلى، بأنه سوف يستثمر دخل بيع الملعب فى الإنفاق على كرة القدم الشعبية، وضخ الأموال من أجل رفع مستوى ملاعب كرة القدم فى إنجلترا. ويعارض الصفقة الكثير من نجوم كرة القدم فى إنجترا ومنهم جارى نيفيل لاعب مانشستر يونايتد الأسبق الذى يرى أن الاتحاد يمكنه تعويض أرباحه من الصفقة من خلال فرض ضرائب جديدة على الأندية المحترفة، وعلى وكلاء اللاعبين الذين حصلوا فى عام واحد فقط 2017 من ناتج الانتقالات على 211 مليون جنيه..

** تلك هى القصة باختصار. لكن ما وراء القصة هو فكرة الاستثمار وإنفاق عائده على تنمية المجتمع، بشكل عام وعلى الرياضة وكرة القدم بصفة خاصة. دون شعارات باتت مساوية للطعام والشراب والهواء كأنها تؤكل. فالمشترى هنا أمريكى الجنسية باكستانى الأصل. وهو يشترى أهم ملعب فى تاريخ الكرة الإنجليزية. ويعد بمثابة معبد اللعبة العريق، وملاك أكثر من نصف أندية الدورى الممتاز من الأجانب، ومن جنسيات مختلفة، ومنهم العربى والروسى والتايلاندى، والأمريكى، والصينى.. فهل يمكن يوما أن نبيع أستاد القاهرة؟

** الاستثمار الأجنبى ضرورة فى الصناعة، وفى التجارة، وفى الزراعة، وفى الموانئ وفى الصحة، وفى الرياضة أيضا، لكن تحكمه فى النهاية لوائح وقواعد، والاستثمار متنوع.. يبدأ بأرض صحراء تزرع أو تبنى عليها مصانع، أو متاجر ومراكز لوجستية، وينتهى بشراء مصانع قائمة، ومزارع قائمة، وموانئ قائمة، وأندية قائمة.. فشراء الأجانب لأندية إنجليزية أو إيطالية وغيرها هو ايضا استثمار.. المهم هو القواعد والقوانين التى تضمن حقوق كل الأطراف..

** مرة أخرى هل تقبلون مثلا ببيع أستاد القاهرة.. وإنفاق العائد على تنمية اللعبة فى مختلف محافظات مصر؟ أم أننا نرى إنجلترا تفرط فى أحد أهم معالمها، و أن الإنجليز يبيعون بلادهم وأرضهم ورمز كرة القدم عندهم؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved