شبهات حول المرأة المصرية: من السماعة إلى الروكساك

حسام السكرى
حسام السكرى

آخر تحديث: الأحد 29 أكتوبر 2017 - 4:32 م بتوقيت القاهرة

تشيع بين زوار القاهرة من الأجانب أو العائدين إليها بعد غياب مجموعة من الافتراضات والأوهام عن المرأة المصرية سببها فى الأغلب هو التسرع فى قراءة بعض المظاهر والخروج باستنتاجات تبنى على ظواهر الأمور.

يقولون مثلا:

1- المرأة المصرية تحب الاستماع للموسيقى:

يبنى هذا الافتراض على خلفية الانتشار المدهش بين الفتيات لسماعات الأذن المتصلة بأجهزة المحمول أو بأجهزة تخزين وتشغيل الموسيقى الرقمية الصغيرة، وهو انتشار ملحوظ فى الأماكن العامة والطرق والحافلات يتجاوز بمراحل نسبته بين الشباب أو الرجال، استطلاعات الرأى بين الفتيات أوضحت أن الفتاة المصرية لا تستخدم السماعة من أجل السماع ولكنها تستخدم بغرض عدم السماع، وظيفة السماعة هنا هو حجب نداءات المتحرشين، الموسيقى ليست هدفًا فى حد ذاتها أو بالأحرى ليست هدفًا على الإطلاق، تشغيلها بصوت مرتفع ليس علامة اندماج مع المطربين بقدر ما هو محاولة يائسة للوقاية من التحرش اللفظى الذى يمارسه كل من لم يستطع بيده فقرر أن يستطع بلسانه، المرأة المصرية لا تحب سماع الموسيقى بشكل خاص، ولكنها تجتهد كى لا تسمع التحرش.

2- المرأة المصرية رياضية وتمشى بسرعة:

هذا أيضا استنتاج خاطئ للمشية السريعة التى تميز قطاعًا واسعًا من الفتيات المصريات، لو حالفك الحظ وصحبت إحدى قريباتك أو صديقاتك فى مشوار ما فى العاصمة ستبدأ فى اللهاث بعد دقائق من المشى مع أيهن، السبب هو أن المرأة المصرية تعلمت فى بيئتها الطبيعية أن المشى بسرعة تقل عن عشرين كيلو فى الساعة يمكن تفسيره بأنها تتلكأ لأنها «ع*يزة»، ذكور الوعل المنتشرون فى الشوارع يمكن أن يفسروا هذا التلكؤ المفترض بأنه رغبة منها فى بدء موسم التزاوج الذى يدوم فى عرف بعضهم لفترة قد تتجاوز 12 شهرًا فى العام، كرد فعل وبدافع الرغبة فى حفظ النوع، تنطلق الفتاة المصرية بسرعة كبيرة فى الشوارع لقطع أى لبس حول بدء موسم التزاوج أو التلازج.

3- المرأة المصرية تعجز عن السير فى خط مستقيم:

هذا أيضا استنتاج خاطئ لظاهرة حقيقية، ثبتت الظاهرة بدراسة علمية أجريت أخيرا استخدمت فيها طائرة عمودية تتبعت مجموعة من الفتيات فى الطريق للمدرسة أو الجامعة أو العمل، لوحظ اتباعهن لتكتيك الجواسيس المدربين على تجنب اقتفاء الأثر، فالفتاة المصرية عادة تعبر الطريق بشكل مباغت ثم تعاود العبور بشكل عكسى، وبالطريقة الفجائية ذاتها، لنفس الجهة التى عبرت منها للتو، هى أيضا تصعد الرصيف، ثم تنزل بغتة فى نهر الشارع، وتعاود القفز ثانية على الرصيف وهى تمشى على حافته أو تنتقل لعمقه ملتصقة بالجدران، تبين من الدراسة أن السبب هو توزع بؤر كثيرة لفصيلة الذكر المتحرش بطبعه على المقاهى التى انتشرت بشكل وبائى على معظم أرصفة القاهرة، ما يزيد الطين بلة أن بعض هؤلاء منتشرون أيضا داخل السيارات التى يحفل بها نهر الطريق، وهو ما يرغم الفتاة المصرية على أن تجرى حسابات دقيقة ومعقدة بشكل متواصل لتحديد البقعة الأكثر أمانا قبل كل خطوة تخطوها، معتمدة فى ذلك على استراتيجية اتخاذ القرار فى اللحظة الأخيرة، وهو ما يجعلها تمشى بهذا الشكل الزجزاجى اختيارا وليس عجزا.

4- المرأة المصرية لا تعرف كيف تستعمل الروكساك:

الكلمة أصلها ألمانى وتعنى حقيبة الظهر، انتشر استعمالها فى السنوات الأخيرة لأنها تسمح للمرء بحرية حركة اليدين، ترتبط الحقيبة بالجسم عن طريق حمالات أكتاف يمكن تغيير طولها، بحسب التصميم ينبغى تقصير الحمالة حتى تكون الحقيبة مرفوعة دائما أعلى الظهر، هكذا تستخدم الحقيبة فى كل أنحاء العالم عدا مصر، حيث تطيل الفتيات الحمالات بأقصى شكل بحيث تتدلى الحقيبة أسفل الظهر، فى استبيان أجرى على عدد من الفتيات تبين أن الوظيفة الأساسية للحقيبة ليس حمل الكتب أو الكراسات، وإنما حماية المؤخرة، الأذى أو التشوه الذى يمكن أن يتسبب فيه تحميل وزن الحقيبة بشكل خاطئ على فقرات الظهر يتواضع فى تقديرهن أمام ضرر المشى بدون حماية من حقيبة، أو إسدال، أو أى اختراع آخر تستخدمه نساء وفتيات مصر لإخفاء معالم الأنوثة التى قد تجر عليهن كثيرا من الأذى واللوم، خاصة أن القاهرة على وجه التحديد أصبحت تعرف بأنها الملاذ الآمن للمتحرشين ومن يحترمونهم أو يتواطئون معهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved