شهور ستة حاسمة

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2013 - 8:44 ص بتوقيت القاهرة

يوآف ليمورثمة أسباب كثيرة تفسر رد الفعل الإسرائيلى الرسمى والمباشر بأن الاتفاق الذى جرى التوصل إليه مع إيران والدول الكبرى سيئ وخطير، من بينها أن إيران لم تتراجع قيد أنملة عن برنامجها النووى، وفى الحد الأقصى أنها لا تزال تراوح مكانها، بينما العالم لم يعترف بحقها فى تخصيب اليورانيوم فحسب، بل خرق الغطاء الصارم لنظام العقوبات.

واحتمال الخطر فى ذلك واضح: ففى وقت لا تزال إيران فيه تحتفظ بقدرتها وتستطيع فى أى لحظة المضى قدما نحو صنع القنبلة، فإن الدول العظمى التي أرهقتها الحروب ستجد صعوبة فى بلورة جبهة هجومية ضد إيران. وقد أحسن وزير الخارجية الإيرانى فى وصف الوضع الحالى حين قال: «لقد زال خطر الهجوم على إيران نهائيا».

لكن إلى جانب هذه النظرة المتشائمة، برزت فى القدس وجهة نظر أخرى ــ لا يجرى الحديث عنها علنا ــ وهى التى تقول: صحيح إن الاتفاق سيئ، لكنه أهون الشرور. وأصحاب هذه النظرة الذين ينتمى أكثرهم إلى المؤسسة الأمنية، يعتقدون أن إيران اضطرت إلى القبول بسلسلة من الأمور التى كانت من المحرمات بالنسبة إليها، ولا سيما فى ما يتعلق بمسار تطوير البلوتونيوم الذى يجرى فى مفاعل آراك، وفيما يتعلق بالامتناع عن تشغيل أجهزة الطرد المركزى الحديثة، وموافقتها على نظام رقابة صارم ودورى بما فى ذلك الزيارات المفاجئة للمنشآت التى حتى الآن منع مراقبو الوكالة الدولية للطاقة النووية من دخولها.

إن الخلاصة التى يستند إليها مؤيدو هذا الخط واضحة، وهى أن ما يحرك إيران هو شعورها بالضائقة، وبما أن الرفع التدريجى للعقوبات لن يحسن وضعها الاقتصادى دفعة واحدة، فهى ستمتنع عن تخريب الاتفاق فى المستقبل المنظور.

وثمة منطق فى وجهتى النظر السابقتين، فالقاسم المشترك بينهما هو نظرتهما إلى المستقبل: فما تحقق فى جنيف هو اتفاق موقت، وبغض النظر عما إذا كان سيئا أم جيدا، فهو مجرد مرحلة قبل الاتفاق النهائى الذى سيستطيع العالم لدى التوصل إليه التخلص من الخطر النووى الإيرانى، ومقابل ذلك ستعود إيران إلى حضن العائلة الدولية. لذا، فإن الأشهر المقبلة حتى الاتفاق النهائى ستكون حاسمة بالنسبة لإسرائيل.

من المحتمل ألا ترتكب إيران أخطاء مما سيضاعف الصعوبة الإسرائيلية أضعافا مضاعفة، ولا سيما أن التهديد بالهجوم العسكرى خسر صدقيته ليس فقط بسبب تكرار التلويح به، بل وأيضا بسبب صعوبة استخدامه فى وقت يقف العالم كله ضده.

ومن أجل تجاوز هذه الصعوبة، سيتعين على إسرائيل أن ترمم علاقاتها مع قمة الإدارة الأمريكية، وأن تفعل ذلك سواء فيما يتعلق بالاتصالات من أجل التوصل إلى اتفاق مع إيران أو فى ما يتعلق بالمحادثات مع الفلسطينيين.

من المحتمل أن يبرز مجددا شعار (مستوطنة) «يتسهار مقابل بوشهر»، وسيكون على حكومة نتنياهو القيام بمناورة سياسية غير بسيطة للتخلص منه.

إن أحد المخارج المحتملة من هذه الورطة يمكن أن يكون عدم وجود اتفاق دائم مع إيران: فبعض الخبراء قدروا أمس أنه بعكس التصريحات والاتفاقات، فمن المحتمل أن تسعى طهران إلى تحويل الاتفاق الموقت إلى نهائى. وبهذه الطريقة سيحتفظ الإيرانيون بقدرتهم النووية ويستفيدون من تأكل العقوبات.لكن

المفارقة أن هذا الوضع سيسمح لأعدائهم وفى طليعتهم إسرائيل، بالاحتفاظ ضدهم بخيار موثوق وعملى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved