نوادى السينما مطلب قومى

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الجمعة 28 نوفمبر 2014 - 8:55 ص بتوقيت القاهرة

بدون شك تأتى مبادرة إنشاء نوادى للسينما فى مختلف محافظات مصر فى وقتها تماما، خاصة أنها تأتى هذه المرة من طرفى المعادله الصعبة تيار المستقلين، ويمثله جمعية شباب السينمائيين المستقلين، وفى مقدمتها السيناريست سيد فؤاد، وتيار الحكومة ممثلا فى وزارة الشباب ووزيرها المهندس خالد عبدالعزيز.

والشىء المهم هو حماس نجمة كليلى علوى للفكرة وتبنيها لمشروع نشر الثقافة السينمائية فى ربوع وقرى مصر، وأتمنى أن يحذو حذوها نجمات ونجوم مصر، وكذلك المؤلفون والمخرجون، ويلتفون حول المشروع الذى أطلق عليه «نوافذ»، ويجوبون أرجاء الوطن بمصاحبة عروضهم ويلتحمون مع الجماهير المتعطشة للفن والثقافة، واكتشاف المواهب وبث رسالة تنوير بين الشباب، حينئذ ستتغير لغة الشارع ويمتلئ وجدانه بأفكار ومشاعر وأحاسيس طبيعية، قبل أن تتلوث تماما بفضل أفكار مسمومة بثها طيور الظلام وما زالوا.

كلنا تربينا على سينما الحى، ونهلنا من منتديات قصور الثقافة الفنية، قبل أن تتحول إلى «خرابات».

لقد حان الوقت لتسترد تلك القصور كرامتها، وتستعيد نوادى السينما عافيتها وبريقها وقد أهينت كثيرا، مثلما اهينت المسارح المدرسية وغرف وحصص الموسيقى، ففى حصص الموسيقى الان يطلب المدرس من التلاميذ أن ينظفوا الحوش لتنشغل أناملهم بالبحث عن أقماع السجائر بدلا من العزف على الأوتار، نعم لقد شاهدت هذا بنفسى، وكدت أحترق غيظا.

أتذكر أننا كل أسبوع كان ناظر مدرسة صلاح الدين الإعدادية بقليوب يأتى لنا بفيلم سينمائى، ونقوم بأنفسنا بتركيب شاشة العرض، ونشاهد الفيلم معا، وندخل نقاشا كبيرا حوله، ونستوعب درس الحياة تماما، وفى المدرسة الثانوية لم أنسَ مدرس الفلسفة، وهو يدعوننا لمشاهدة فيلم «قنديل أم هاشم» لندخل فى جدال كبير حول العلم والجهل، حتى برنامج العلم والإيمان كان يحضر شرائطه لنا لمشاهدته، وأتذكر أننى دخلت فى نقاش طويل مع زميلى المتشدد صبرى، الرافض تماما الأفكار العالم الراحل، لدرجة أننا تشاجرنا معا وارتفع صوت نقاشنا الذى تحول إلى ما يشبه الشجار، فى تلك اللحظة أدركت أن التزمت الدينى موجود وكامن، وكانت دهشتى الكبرى أن مدرس الفلسفة وقف مبتسما وسعيدا، ولم يتدخل، وتركنا نحدد مصير أهوائنا الفكرية كما نريد.

وفى مشهد آخر أذكره تماما، فى نفس المرحلة كنا نشكل فريقا للتأليف والتمثل فى مركز شباب قليوب، نكتب الفكرة ونمثلها فى اليوم نفسه، والأسبوع الماضى، وأنا فى رحلة لزيارة أمى مررت على مركز شباب قليوب، ووجدت المبانى السكنية، ومبانى تخص هيئات صرف صحى، وقد نالت من مساحات الملعب وغرف النشاط، وجدت أناسا يفترشون أرضه يغسلون الأطباق ،وينشرون ملابسهم.

وقفت أتحسر على زمن، كان النشاط الفنى والثقافى فيه يشكل وعى أمه، لهذا أشعر بالأمل من جديد لمبادرة «النافذة»، التى تحاول إحياء هذا الزمن من جديد، بإنشاء نوادٍ للسينما فى الأقاليم، وقد أصبح مطلبا قوميا.. أتمنى أن يتعاون الجميع، وألا يفقدوا حماسهم، ولن يندم أحد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved